۲۲۲ اهل السياسة في فرنسا وفي انكلترا من الخدم اما بالارشاد مجانا واما باقراض الاموال . ثم هم نخبة النبلاء في الارياف بعد الملاك فلا غرابة حينئذ اذا أصابهم الانتخاب وجلسوا في مجالس النواب تلك مشاهدة صحيحة وهى الصحيحة وحدها بدليل انك اذا راجعت عدد الاعضاء من كل طائفة في كل حزب في مجلس النواب رأيت الموثقين ووكلاء الدعاوى يكثرون حيث يكثر الاطباء فالموثقون سبعة عشر منهم أربعة عشر في الشمال وثلاثة في اليمين ووكلاء الدعاوى تسعة كلهم في الشمال .. ثبت اذن ان أهل تلك الحرف لم يدخلوا مجلس النواب الا لهروب أصحاب الاملاك . أما البلاد التى حفظ كبار الملاك فيها نفوذهم ومكانتهم فلا يزال أطباؤها وموثقوها ووكلاء دعاويها يقومون بخدمتهم للمرضى والارامل والايتام وكل الناس هادئ مسرور ولست اذكر شيئا عن المهندسين الملكيين لانهم سبعة نواب وهو عدد يسير سبه ان حرفتهم لا تمكنهم بطبيعتها كالحرف السابقة من اجتذاب القلوب واستمالة الاهالى أحدا وأما أرباب الصحف فكثيرون اذ أراهم تسعة وخمسين كمدد أهل الزراعة على التقريب واكثر جدا من أهل الصناعة والتجارة ولا أظن ان يدعى انهم لازمون فى الامة لزوم الزراع وانهم أشد لزوما من أرباب الصناعة وأهل التجارة معاً. وزد عليه ان أرباب الصحف لا يهمهم صلاح الحال في البلاد وهدو الافكار واستتباب النظام العام كالزراع والصناع والتجار فحياة الجريدة من الحوادث تزداد أعدادها أيام الاضطراب ولذلك
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/230
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.