أهل السياسة في فرنسا و في انكلترا مزية للمحامي تعطيه زبائن ان لم يكن لهم أحد منهم « وقد حصل » أو تكثر عددهم . ثم ان ضرورة الكلام في الاندية العمومية والمجتمعات التي يحجم عندها كثير من أهل الزراعة هي من الامور المقبولة عندالمحامي فالكلام صنعته ومن هنا كان له على المتسابقين معه مزية كبرى غير ان المحاماة لا تهي الانسان الى ادارة مصالح البلاد كما تسهل له الدخول في مجلس النواب لانها لا تتأثر باعتلال الاحوال العمومية كما هو الحال في الزراعة والصناعة والتجارة بل الظاهر انها تستفيد من ذاك الاعتلال لان قوامها الدعاوى وهذه تكثر كلما كسدت الاعمال فتتولد القضايا السياسية في أزمنة الاضطراب وتتولد القضايا بين الاقارب متى فسد نظام العائلة وعلى هذا فسوء حال المحامي في قضاياه لا بدله على سوء مجرى الاحوال السياسية بل بالعكس ٢٢٦ يقال أنهم تعودوا على المباحث القانونية واختبروا القوانين فأصبحوا قادرين على التشريع وصحيح انهم يعرفون بمقتضى مهنتهم قوانيننا واحداً بعد واحد وواقفون على المذاهب التي ذهبت في تفسيرها وهم بذلك يفيدون النيابة الملية الا انهم لسوء الحظ ميالون الى تغليب الجانب النظري الذي هو ميدانهم على الجانب العملي والمنافع الحية التي ليست بين أيديهم قضوا حياتهم بين النصوص فكان منهم ان حسبوا لها تأثيرا لا مرد له والتأثير في الواقع غير . وجود واعتقدوا ان الامم انما تساس بوضع القوانين فقللوا من تأثير القوة الحيوية الذاتية واضعفوا تأثير الصنائع والفنون الجارية وهذا الميل هو الذي حمل أهل القانون في الزمن القديم على الدفاع أى دفاع
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/234
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.