أهل السياسة في فرنسا وفي انكلترا اللجان حيث يظهر فضلهم وكان الواجب ان يبقى القول قولهم في الجلسات العمومية فمن المقرران أكثر النواب عملا أقلهم كلاما ونظامنا يبعدهم في زوايا الخمول ويصدر للناظرين كل منطق فصيح ۲۲۸ والخلاصة ان المحامين قد يفيدون النيابة المالية بما لديهم من المعارف الخصوصية ولكن لسوء الحظ زاد عددهم عن نسبة اهميتهم في الامة فصاروا أصحاب النفوذ في المجلس ووجهو احركته الى حيث تسوءالعقبى وبقدر ما اغار المحامون على المجالس النيابية تأخر أهل الدين والجنود فلا ترى من الاولين في المجلس سوى رجلين اما لانه يصعب على الرؤساء الروحانيين أن يجتازوا متاعب الانتخاب واما لخوف الناس من تسلطهم على الحكومة . والسبب في ان رجال الجيش لا يزيدون على ستة نواب حظر القانون على جميع الضباط الذين في الخدمة الدخول في المجالس النيابية فلا يمكننا حينئذ ان نذهب مذهبا في قلتهم هذا وقد استوى الموظفون على قمة الشكل الذي رسمناه وهم الفريق الاكثر عدداً بعد أهل الحرف الادبية وليلاحظ انا نعد الموظفين باعتبار وظائفهم التي كانوا يشغلونها قبل الانتخاب لان النيابة والوظيفة لا تجتمعان . وهم ينقسمون الى ثلاثة وعشرين قاضيا واثنين وسبعين موظفا ادارياً فالمجموع خمسة وتسعون عضواً وهو عدد أكثر من عدد الزراع والصناع والتجار معا . واكثر أولئك الموظفين من رجال القانون ولكنهم زادوا على معارفهم الاصلية خبرة باحوال الناس وتعودوا بمقتضي وظائفهم على احترام أعمال الحكومة وعرفوا جميع الطرق التي تؤيد فوزها وتوجب نصر هاوقوم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/236
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.