صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/237

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين هذه صفاتهم يظن انهم أولى بالانتخاب لكونهم أدرى بمصالح البلاد وأحق أن يكون لهم العدد الاوفر بين النواب واعدل القضاة للحكم في المنفعة العامة ولبيان ما في هذا الظن من الخطأ او الصواب نبحث في المنفعة العامة المنفعة العامة تقتضى أن يكون ثمن الحكومة رخيصا حتى لا نكلف الامة من المال الا يسيراً لكن منفعة الموظفين تقتضى أن يكون ذلك المن رفيعاً الى . حد الامكان فبقدر ضخامة الميزانية توجد الوظائف تحت تصرف الحكومة وتمتد الاطماع لنوالها . الا ترى في كل سنة أن النفوس تميل الى التوفير والاقتصاد سداً للعجز الذي يزداد عاماً بعد عام حتى اذا حان زمان البحث في ابواب الميزانية وتتابعت الفصول اثر بعضها تغير شعور مجلس النواب وانحرف ذلك الميل الاولى وتحرك الخمسة وتسعون موظفا بحركة شديدة لا دافع لهـا أمام تلك الميزانية التي هي دجاجـة البيض الذهبي عندهم وقاموا يدافعون عن حوزة المال الذي عاشوا منه واليه المصير اذا خرجوا من مجلس النواب . ولهـم في دفاعهم نصير من أهل الحرف الادبية لأملهم اذا ضاقت عليهم رواتب المجلس ان يجدوا في الحكومة ملجأ يأوون اليه كما يفعل فار القصة المشهورة في الجبنة الهولندية . ولما كانت الحرف التي تقدم الاموال للحكومة أقل عدداً في المجلسين من التي تعيش من ذلك المال ينتهى الامر بالاقرار على الميزانية ويؤجل الاقتصاد الى أجل غير مسمى الا ان الامر لا ينقضى بالاقرار على المصروفات لذلك يركض النواب نحو الاقتراض ووضع الضرائب الجديدة رغما عن وعودهم التي وعدوا الذين استنابوهم وهكذا يعظم العجز سنة بعد أخرى ۲۲۹