صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/252

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٤٤ الانكليز أبعد الامم عن مذهب الاشتراكيين تلك الامة في مباحثها طالبة حلا لمسئلة الفعلة فوصلت الى وجوب مساعدة الحكومة لكل فرد بذاته وانه ينبغي تغيير نظام الاجتماع ذاته ولم تطلب الدواء من همة كل واحد بالذات ، واذا تأملناوجدنا ان هذه المبادئ التي قرأناها في قانون البروسيا المدنى وهى التي يجاهر بوجوب اتباعها ملوك البروسياوامبراطرة المانيا ويعملون هم بها تأييدا لسلطتهم المطلقة هي بعينها مبادئ الاشتراكيين ولا فرق بينهما الا ان الاشتراكيين اتخذاوا تلك المبادئ صيغا تجرى على ألسنتهم ومطالب قالوا انها هي مطالب الانسان أي الامم ولقد كانت الطبقات الوسطى وطبقات الاشراف مستعدة لقبول هذه الاوامر كالطبقات النازلة فان الافراط في الجندية وبلوغ الادارة ذلك الحد العظيم من الجسامة والاتساع عطل في هاتين الطبقتين وظائف العمل أولاً ثم انتهى فجعلهما يعتبران الحكومة مصدر كل شيء في حياة الامة . وهم مستعدون لذلك أكثر من نظرائهم في فرنسا لان تعدد الثورات عندنا اضعف كثير من سلطة الحكومة وان كانت الجندية والادارة سواء عندنا وعندهم . ولاشك في ان القابضين على زمام الاحكام لا يسوسون الامة اليوم كما كانت تساس أيام الملك لويز الرابع عشر ومما تقدم يتبين لنا ان السبب في ان الامة الالمانية صارت بمقتضى حكم الزمان منبعاً لمبادئ الاشتراكيين هو تأخرها قرنا كاملا عن بقية أمم الغرب الاوروبي في سبيل الترقى وتأيد هذا اذا ثبت ان مذهب أولئك القوم انما ينتقل الى غير تلك البلاد منها وبواسطة الالمانيين أنفسهم واثبات ذلك أمر سهل يقوم بتتبع