سر تقدم الانكليز السكسونيين الوطنية التجارية م ۲۷۳ تمتاز بها امم شواطئ البحر الابيض المتوسط قديما أيام كان ذلك البحر شبيها بحوض ذى سور مقفل أعنى أيام كانت سواحله آهلة بالمدائن والشعوب التي تمتد على شواطئ فينيقيا وآسيا الصغرى واليونان وجنوب ايتاليا و الاندلس وأفريقيا الشماليه وكلها تطلب الرزق من التجارة . ولا بد من أن التنافس كان شديدا بين تلك الامم وأن حياة كل واحدة منها كانت متوقفة على فوزها دون غيرها وليس التاريخ القديم الا عبارة عن قصص تلك المنافسات التجارية الاقطار الاسلامية والاقتصار على ذكر العرب والترك والتركمان فان كان بريد التعريض بالاسلام فانه لم يصب محجة الصواب لان الاسلام لا يلزم أحدا من مغاير يه في الدين أن يصير مسلما بعد أن يدين لحكمه والتاريخ أصدق شاهد على خلاف رأيه وكتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم صريحان في حقن دماء غير المسلمين ومسالمتهم الا الوثنيين منهم . هكذا جرى العمل حتى فى زمن الفتح أيام ثورة الدين حيث ما كان يرجى الحنان والاشفاق . فان لم يكن الاستشهاد بالقرآن مقنعا فى مذهب غير المسلمين فانا نورد على عبارة المؤلف ما قاله حضرة العالم الشهير الكونت هنری دی کستری صاحب کتاب الاسلام في الفصل الثاني عن ملاينة الدين الاسلامي وكيف انه عامل المسيحيين وقر بهم اليه في مناصب الدولة و وظائف الملك ( راجع ترجمتنا هذا الكتاب سنة ١٣١٥ هجرية ) وليس من الانصاف أن يرمى مسيحيو الشرق بهذه التهمة دون اخوانهم في الغرب لان المذهب واحد فان كان الدين هو الذي أغضب المؤلف من وطنيتهم لزمه أن يعمم حكمه على البقية وان كان غيره فقد فسدت قاعدة رأيه ولعله كان يقرب من الحقيقة لو أطلق شرحه على الوطنية الدينية من غير أن يقيدها بامة دون أخرى لان فعل الدين في النفس واحد نصرانيا كان الرجل أومسلما أو يهوديا أو مجوسياً ― so―
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/281
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.