٢٧٦ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين ورغبة التفانى فى الذود عنه من صدور أولئك التجار الا مكان صغير في الحقيقة لا كما يتصوره الناس عنهم والدليل عليه انه لما تمت الثروة لتلك المدائن وملئت خزائها من الذهب والفضة لم تعد تطلب حمايتها من قومها وعمدت الى تجنيد جيوشها من الاجراء . قال « جوستان » انكسر أبطال كريتون » سنة ٥٦٠ في احدى الوقائع فأهملوا من ذلك الحين صناعة الحرب وألقوا السلاح ومالوا الى الانهماك في اللذائذ والانغماس في الشهوات مثل «سيباريس» وكذلك كان شأن تارانت » فانه بعد ان اشتهر بالشجاعة وسارت بذكر فضله الركبان أضاعها في التنعم والفساد والواقع ان تلك الوطنية التى بالغ الناس في الاطراء بها ترجع الى رواية ذات قسمين ففي القسم الاول نشاهد تلك المدائن تشير الحرب على بعضها لتأخذ حظها من التجارة وفى القسم الثانى نشاهد التي ظفرت منها قد تولاها الانحطاط و دمرت بيد متغلب جديد خرج من مجتمع يخالف نوعها - الوطنية السياسية - مهدها عند الامم التي عظمت فيها الحكومة وانحصرت السلطة في رؤسائها وأعظم مثال لها الامم الفرنساوية والالمانية والروسية والتليانية والاندلسية الاسبانية » فى زمننا هذا ومثالها في الزمن القديم الامة الرومانية وليس القائم بالحكم في هذه الامم الطوائف الدينية أو المجالس البلدية المؤلفة من التجار كما في النوعين السابقين بل القائم عليه رؤساء من رجال الحرب أو ممن جمعوا حولهم الجند المجندة وامتدت سلطتهم في أقطار شاسعة
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/284
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.