سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۷۷ وجمعوا تحت تصرفهم وسائل عظيمة من المال والرجال وخضع لا وامرهم المدد العديد من الجيوش والموظفين وهم لذلك أقدر من غيرهم على اقامة الحروب لو لا يتهم على جميع عناصر البلاد الحية اذ كل شي خاضع للدولة من جهة ما وليس لا حد من العمال ارادة غير ارادة الحكومة التي تنقده را تبه ملكياً كان أو عسكرياً . وفى مثل هذه الاحوال تميل الجيوش الى الحرب اكثر من ميلها الى السلم كما أنهم لا يعظمون الملك أو الوازع الأكبر في الجمهورية الا بقدر ما يكون له من الغزوات وما يؤتاه من الانتصار ومن أجل هذا كان رؤساء الحكومات ميالين طبعا الى الحرب وكثيراً ما يكون الحرب سبيلهم الوحيد في الاستئثار بمرغوب أو فى دفع منافس يخشون مزاحمته . وهذا هو السبب في تلك الحروب العديدة التي منشأها التنازع على الملك بين العائلات أو الاطماع الذاتية للملوك والنفس تنخدع عادة بالاستيلاء على سلطة تجعل المرء في سعة ونعيم والناس يعترفون بهما ويقدسونهما متى تم النصر للغير غير أنه يلزم للظافر بعد ظفره ان ينظر فى استبقاء نصره والبقاء ليس بالامر اليسير على حكم واسع الاكناف لابد فيه من اغضاب قوم وجرح عواطف آخرين لعلة أنه تكفل بالقيام مقام الكل في التفكير والتدبير حتى لقد يخشى على تلك الحكومات الضخمة ان ترزح تحت هذه الاحمال الثقيلة التي جلبها عليها استعلاؤها وسلطانها الرفيم فاذا وصلت الدولة الى هذا الحد التمست مخرجا منها بالحرب لتلوي أفكار الامة عن النظر الى الصعوبات الداخلية وهذا أيضا هو السبب فى حروب كثيرة مما خلده التاريخ وسطره الكتاب . ومتى انتصر أولئك الملوك زادت سلطتهم وتمكنت سيادتهم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/285
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.