صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/288

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۰ الوطنية فى رأى الانكليز السكسونيين قسم عظيم من الفظائع والمنكرات التي ملأت التاريخ وصيرت قراءته معيبة مخالفة للآداب. نعم انا عالم بانى احدث بمقالى هـذا اضطرابا في نفوس بعض القراء وأراهم لغلوهم فى الوطنية يشددون النكير على ويفوقون نحوى سهام اللوم والتنديد ولذلك فانى أخصهم بمقالي واسألهم ان كانوا حقيقة في وطنيتهم صادقين . وأريد بالوطنى من يبرهن على أعدائه بالافعال لاني لست اجهل ان عدد الوطنيين بالقول لا يحصى غير ان الكلام في بحثنا لا يفيد وأنا أخشى أن يكون السواد الاعظم مغروراً جذبته الاوهام فادعى بمـا ليس فيه فداحة انما الوطنية تقوم بامرين مهمين دفع ضريبة المال واداء ضريبة الدماء ولست انكر انهم يؤدون الخراج بالتمام ولكن رأس الحكمة مخافة الجباة . على انه لا محيص من الاداء والدليل عليه انهم جميعا يستغيثون من المصروفات ويشنون الغارة على استرسال الحكومة في توسيع دائرة مصالحها واذا جاءهم مترشح فى المجالس النيابية وجعل يخطب فيهم أنه يميل الى تخفيف الضرائب والاقتصاد في المصروفات اقبلوا عليه واهدوه أصواتهم مهللين ومكبرين . الا أني اقسم انهم بما يعملون يبرهنون على أنهم في وطنيتهم التي لست أرضاها كاذبون لأنهم لا يجهلون ان النظام الذي يدافعون عنه خلافا لرأيي يقتضى المال الكثير فلو كانوا في ادعائهم الوطنية صادقين أي لو كانت الوطنية فيهم غير مجرد التشدق فى المقال وكانت مفهومة لديهم بغير ما يتظاهرون به من الحركات التي لا يرضاها العقلاء لما ساوموا الحكومة على المال الذي تحتاج اليه في تغذية تلك الوطنية وصيانة دعائمها . انهم اذا