۲۸۲ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين الحروب وتوسيع نطاق المصالح العمومية غير أنها وطنية صعبة الاحتمال على الامم فهى تفرح بها فى أول الامر ثم لا تلبث ان تشعر بثقلها فترغب في التخلص منها وحينئذ تتكلكل تلك الاحمال على الضعفاء والمساكين والبسطاء أعنى على الامة فتميتها وتضعفها ثم يضيق بها الخناق يوما فتثور ثورة واحدة وتتخلص من مثل لويز الرابع عشر وحكام الثورة ونابوليون غير انها لاتخرج من حكم هؤلاء الا لتدخل في حكم لويز الرابع عشر وحكام الثورة ونابوليون لان أولئك المسيطرين على الدوام موجودون في مثل ذاك النظام يوجد الوطنية الشخصية هذا النوع من الوطنية عند الامم التي تفهم من هذا اللفظ معنى غير المعانى الثلاثة السابقة فالرجل من تلك الامم يرى ان الوطن في بيته وان المنفعة التى يجب عليه الدفاع عنها هي استقلال ذلك البيت وساكنه وان الوطن السياسي لا مفهوم له الا ايجاد وسائل ذلك الاستقلال الشخصى وان الرجل لم يخلق للوطن خاصة كما فى النوع السابق بل ان الوطن انما وجد لخدمة الانسان فهو لا يهتم كثيراً بأن يكون وطنيا من أمة عظيمة وانما جل اهتمامه ان يكون وطنيا مستقلا وبالجملة فانه يرى نفسه رجلا قبل ان يكون وطنيا هذه وطنية تخالف وطنية الامم اللاتينية وكان أول ظهورها في غرب القارة الاورباوية نحو القرن الخامس من المسيح فأدخلها قوم « الفرنك » في بلاد ( الغلوا ) والسكسونيين فى بريطانيا العظمى والفرنك والسكسونيون من هيئة اجتماعية واحدة هى التي سميناها بالامم الاستقلالية لانها خالفت
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/290
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.