صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/296

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۸ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين على هذا الاستقلال امام الحكومة والتخلص من تلك القيود الا ان يتبع وجدانه الخاص فتراه يجرى على هذه الوطنية بطبيعة الحال كما يأكل ويشرب وينام ثانيا لانها تساعد على انماء الثروة فهى لا تقتضى للجيش نفقة طائلة وهى تحمل النفوس على الكد والاسترزاق ما استطاعت ولا مشاحة في الامم التي من هذا النوع هى أغنى أمم الارض كلها وما لها من ثمرة العابها ثالثا لانها تربى الاحساس الادبي في الانسان وهنا موضع تأمل لان غلاتنا أفسدوه فى الاذهان طلبا لمنفعتهم فقالوا ويقولون ان الحرب منبع عظيم تستمد منه الشجاعة والهمة ان لم يكن أعظم المنابع واكبرها وانه لو انعدم الحرب سقطت هم بني البشر وذلوا . وربما كان القول مفيداً في حمل الاسم على تقتيل بعضها بعضا ولكنه قول مخالف المشاهدات كل المخالفة . الا ترى ان متوحشى امريكا الجنوبية وهمج افريقا في حرب ونزال مستمر منذ قرون على اماكن الصيد والاقتناص وهم مع ذلك في أحط درجات الانسانية . ولو صح قول الغلاة لكانوا أول الامم في نمو الاحساس الادبي منذ قرون . واذا راجعنا التاريخ رأينا ان الرجل لم تسقط آدابه ويفقد مزايا الهمة الصحيحة الا فى أزمان الحروب والغارات أيام كانت الوطنية الحربية بالغة منتهاها . هنالك تترادف على أسنة أقلام الكتاب حوادث القتل والخديعة والزور ومصارعة الاخ أخاه وغير ذلك من أنواع الفظائع والمخازى . ومن الصعب ان لايميز الانسان بين هذه الاحوال وبين