صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/30

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٢
مقدمة المترجم

شيئا من همة القراء ولا تشغل محلا من مدركتهم ولا يتكلفون أكثر من النظر إلى الأحرف ليحصلوا منها صورة في الذهن تضحكهم أو يدركوا واقعة تعجبهم ثم ينقضي الوقت بسلام وغطاء الادراك الحقيقى مقفل عليه . ولان الثانية تقتضى امعان النظر وتستوقف الفكر وتنساب في النفس فتحدث فيها من التأثير مايهيج خاطر المطالع ويدعوه الى العمل أو ينبهه الى الواجب عليه . فان كان من أهل الهمم الساقطة – وهو الغالب – وجدته يشعر بثقل الواجب المطلوب منـه ومتى أحس من نفسه العجز عن القيام به أسرع إلى طرح الكتاب واشتغل عن العمل بالتعنيف والعتاب وربما أوقد النار وأحرق الكتاب كما فعل بعضهم في العام الماضي بترجمة كتاب الإسلام ظنا بان إحراقه ينجيه من وصمة الخمول الذي انغمس فيه

تلك حال تسوء عقباها وتدعو إلى أسوأ منها وقد أحدثت عندنا من انحلال الأخلاق وتمزق الروابط ما ظهرت نتائجه في جميع مشاعر الأمة وتقاليدها

هذه المجتمعات أصبحت معدومة في منازلنـا حتى بين أهـل الحرفة الواحدة بل صار هؤلاء أشد الناس نفورا بعضهم من بعض فجهل كل واحد سبيل أخيه وغابت عنه بذلك منفعته ومنفعة مواطنيه وضعفنا بتفرقنا وسهل على المزاحم أن يفوز بيننا فوزا مبينا . نعم يوجد عندنا مجتمعات كثيرة في هذه الأيام ولكنها حول الكؤوس والأكواب أو في ميادين الملاهي والألعاب

وتلك الجرائد على كثرتها وانتشارها لا يقرأ منها في كل يوم الا سافر