٢٩٦ الاختلاف في ادراك معنى التكافل الترقى والثروة والانتشار هي التي يعظم فيها قدر الواحد ويتأيد استقلاله الذاتي ذلك كله واضح محسوس فلا أطيل الشرح فيه . على ان موسيو « بورجوا » لا يخالف في الحقيقة ما أقول ولم يفته مافي مذهبه من الضعف والفساد وان بناه على ظاهر خداع قد تفوت مضاره على غير الناقدين بل عرف يقيناً أنه يؤدى الى اماتة روح العمل في الافراد و سد باب التقدم الذى هو مدار مذهبه لذلك أخذ يقدم الرد على ما خشى الاعتراض به عليه فقال « لقد عرف الكل في تاريخ الامم والشعوب ان السبب الاصلى فى الترقى تزاحم الافراد على استقلالهم وان الامة لا تتجه نحو التقدم الا اذا نشط الواحد من قيوده وتيسر له استعمال ما اختص به من الملكات والمزايا وانه بقدر تقدم الافراد فى استقلالهم ونمو حركاتهم الجسمية والنفسية التي هي قوام كل حركة اجتماعية يكون تقدم الهيئة بتمامها ويعظم عملها في سبيل الترقى والنجاح » وذلك أبلغ ما يقال غير ان المؤلف بعد ان فرغ من هذا التحقيق جعل يتأوله ويتدحرج فيه حتى ارجعه الى مذهبه كيلا لا تترك قوى الافراد للافراد فقال « واجتماع قوى الافراد تحت لواء واحد قهر فى أزمنة الاستبداد أو اختيارا فى اعصر الحكومات الحرّة هو الذي أيد بقاء المجتمعات الانسانية وحفظها من الشتات وهى العائلة والقبيلة والمدينة والشعب والدين والامة » وعليه فارقى نظام فى الوجود هو « الذى يحصل به الموازنة بين الافراد والكل حتى يعيش الكل للواحد ويعيش الواحد للكل ويصبح هذان المؤثران متلازمين بعد ان ظهما الناس نقيضين زمنا مديداً الا وهما تقدم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/304
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.