سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۹۷ كل فرد فى حياته وتقدم الامة فى حياتها » ومزج النظامين الفردى والكلى على هذا النحو يأخذ بالافكار علما ويدل صراحة على ان المؤلف يريد أن يرضى الجميع لكن من ذا الذى يبين لنا مقدار ما يجب من كل عنصر في هذا المزيج ومن الذى يتولى أمر المزج بين العنصرين وهل يوجد من يتسنى له هذا المزج ونحن نعلم ان علم تحليل الهيئات الاجتماعية أكثر تعقيدا واكبر استعصاء من علم تحليل الاجرام . لم يفت ذلك موسيو بورجوا فعقد له فصلا مخصوصا عنوانه « تطبيق مذهب التكافل الاجتماعي عملا » اليك أهم حديثه فيه يجب في التأليف بين المنصرين ان يلتفت الى طبيعة الاجتماع وغايته والظروف التي تكتنف كل فرد يوم ينضم اليه وحظه منه وواجبه فيه وبالجملة ينبغى أن يقابل بين مزايا الاجتماع ومتاعبه بالنظر الى كل فرد من افراده حتى يتبين بذلك ماله من الحقوق وما عليه من الواجبات وليس لشارع الامة ان يكون هو مفرق الحظوظ والمتاعب في الاجتماع فلن يكون من وظيفته ايجاد الحقوق بين الناس بل تنحصر واجباته في انتزاعها من ملاحظة روابطهم مع بعضهم البعض والوقوف عند بيانها وتقرير احكامها ومتى تبين النسبة الكائنة بين عناصر الهيئة الاجتماعية وضحت له النسب التي توجد بين ضمائر المجتمعين ومشاعرهم فيقررها وحينئذ لا يكون شرعه قانونا سنته الهيئة الاجتماعية وألزمت الافراد باتباعه الزاما بل يكون ذلك القانون عبارة عن الناموس الطبيعي للهيئة الاجتماعية الواجب العمل به بين الناس
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/305
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.