۲۹۸ الاختلاف في ادراك معنى التكافل ويرى القارئ ان موسيو بورجوا على رجاء من وصول الناس - بعد زمن طويل - الى درجة من التنور والعرفان والحكمة تمكنهم من الاتفاق على عقد اجتماعى يصيرون بمقتضاه شركة اختيارية يسهل عليهم فيها « الجمع بين القوى المتناقضة وتحويلها كلها الى مؤثرات مفيدة لكل فرد وللمجموع وان يقيموا على اطلال التنافس والخصام ودوارس السلطة القهرية والاستبداد بناء الا انه هيئة اجتماعية جديدة عمادها السلام وقوامها التراضى والاختيار » ولا شك فى ان هذا مطمح لا يرمى اليه الاحكيم حكيم وهو الغرض الذي يجب أن تقصده الانسانية فى خطاها وهو الذى يمكنها أن تسير اليه يصعب علينا أن نمشى مع المؤلف هذا الشوط البعيدكما يصعب علينا ان نوافقه على ان المقدمات التي وضعها تؤدى الى النتيجة المذكورة فتقد دلنا على وجود قوتين في الحياة الانسانية وهما قوة كل فرد منها وقوة الهيئة المجتمعة واعترف بان التقدم الذى وصلت اليه راجع الى الاولى منهما ثم استنتج مع هذا وجوب انماء الثانية وجعلها محل الرجاء فى « الوصول الى هيئة جديدة عمادها السلام وقوامها التراضى والاختيار » وانى لا اخطئ كثيراً اذا قلت بان هذا التناقض مقصود فان موسيو بورجوا رجل سياسي أولا وبالذات وشغله الشاغل قبل كل شيء تأليف حزب يكون له نصيرا ثم العمل على دوام هذا الحزب وانتشاره بما يصل اليه الأمكان وهو يخشى أن ينفر محازبيه ان قال لهم ان الحياة أيها الأولياء ليست لعبا ولهواً وانما هى مغالبة دائمية ضد متاعب لا تحصى متجددة في كل آن ولن تنالوا الظفر في هذا الجهاد الا اذا جعلم كل اعتمادكم على أنفسكم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/306
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.