صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/312

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٣٠٤ الاختلاف في ادراك معنى التكافل مجتمعاتهم ولا يعبأ باملاكهم ولا يتهيب أشخاصهم ولا يقدر لهم حياة وليس توحش الاستعمار في هذه الايام بأقل من توحشه في غابر الازمان » ثم أتى بالشواهد على قوله فسرد وقائع وحوادث لاعدد لها . والحال واحد في كل جهة في الهند الصينية ومدغشقر وشطوط أفريقيا ثم ختم موسيو لانسان ( الكلام بقوله « يجب وضع حد لهذه المعاملات الفظيعة ان كانت الحكومة تريد ان لا تسوء عقبى السياسة الاستعمارية بسبها » نحن نرى أيضا انه يجب اقامة حد لتلك المعاملات الشنيعة التي تقسم الناس الى قسمين من يستعملون التكافل فى منفعتهم ومن يترقبون الفرض ليستأثروا بمنافعه والفريق الاول ظالم والفريق الثانى مظلوم ولكنهما يجتمعان في رغباتهما ان يعيشوا كلا على الكل أى على المجموع أى على الامة واذا بحثنا عن طريقة للخلاص من هذه الحال فانا لا نجدها في نشر مذهب التكافل لانا رأينا أقل الناس استحقاقا للعناية قد انهزوه فرصة لاحتكار منافعه اضراراً بحقوق غيرهم فلم يستفد منه الا الخبثاء الذين اتخذوا التكافل آلة يبتزون بها أموال ذلك الغير ويستعملونه متكأ لهم حتى كل منهم واستجار وقرب من العدم اذا ثبت هذا علمت ان ترقى الهيئة الاجتماعية لا يقوم بالاتكال على الغير والحيف عليه وذلك هو اكبر برهان يقدمه كل واحد لاخيه على انه واياه متكافلان . ويحصل هذا الترقى عقدار ما عند كل واحد من الاعتماد على نفسه وكفائة حاجاته بنفسه ونشأته على استعمال قوته الذاتية وهمته الشخصية . ومعنى ما تقدم انه ينبغى الاهتمام بتربية القدرة الشخصية أكثر