سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۱۱ ما ألف وأحسن ما كتب ونعمة المحبة ولذة السياحة ولذة البيت والملاذ العلمية والعشق والفنون والشعر والموسيقى وبدائع الطبيعة وهكذا . وهو الا لكل شي باش الوجه هاش النفس عملاؤه الامل على الدوام فلا يرى سرورا بحيث يضعف خصمه مع مناضلته . ومن قوله « لقد سمعت الناس كثيراً يشكون مما في هذه الدنيا من كفران النهم ومحبة الذات أما أنا فلم أشعر مرة واحدة بائر هاتين المصيبتين ولعل ذلك من حسن حظى » ذلك أمر يوجب الاستغراب أو يدعو الى القول بان صاحبه رجل من البسطاء واليك أغرب منه قال « نحن فى الحقيقة أغنياء أكثر مما نظن وكثيرا ما نسمع عن شدة رغبات الناس في الكسب والاستحواز وبعضهم يح يحسد كبار الموسرين ويظن السعادة فى امتلاك الاراضى الواسعة غير ان الغالب ان الرجل يملك الارض والارض تملكه كما قال «أيمرسون » واذا ارتقينا قليلا بالفكر لوجدنا ان لنا الالوف المؤلفة من الفراسخ والاميال فالشوارع والطرقات والسكك العمومية والجسور وشواطئ البحر على اختلاف صنوفها و تنوع مناظرها كلها ملك لنا فنحن من كبار الاغنياء ولا علم لنا وليست الارض هى التي تنقصنا بل الذى نحتاج اليه هو القدرة على التمتع بما ملكنا وتلك مزية عظمى تتبعها مزية أخرى وهي انها لا تكلفنا عملا ولا تطلب منا عناء فصاحب الاملاك مشغول البال على الدوام ولكن المناظر الطبيعية مملوكة لكل من له عينان تبصران . وبهذا المعنى صح لموسيو «کنجلى » أن يقول بان بستانه زمن الشتاء كان الخضرة التي تكتف بعض المكان الذي يسكنه لا لأنه كان عملكها حقيقة بل اعتباراً بالمعنى الذي يجعل
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/319
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.