٣١٦ أحسن الحالات لتحصيل السعادة الحياة المادية والادمة تغليا حقيقيا واذا نظرنا الى الامم وجدناها لا تسير في طريق واحد نحو السعادة بل تفترق الي ثلاث الاولى هي التي سهل فيها تحصيل السعادة لسهولة وسائل المعيشة الثانية هى التي يصعب فيها الحصول على السعادة لصعوبة تلك الوسائل الثالثة هي التي تتحصل فيها السعادة رغما عن تلك الصعوبة و لنشرح تلك الاحوال الثلاثة التي يخال أنها غامضة لا يدرك المراد منها كلنا يعرف المثل المشهور - ليس للامة السعيدة تاريخ معروف - والمثل صحيح علما أما الامم التي لا تاريخ لها فهي التي تعيش من الرزق الطبيعي كالمشائر الرحالة التي تنتقل من مكان الى مكان بين المراتع والمروج . هنالك تكثر الاعشاب فلا يجد الرجل منهم للعمل داعيا . وأهم أولئك الاقوام عشائر التتار ( المنغوليين ) . واني لا أذكر قبائل الصحارى كالعرب وشعوب أواسط أفريقيا لانهم مضطرون الى شيء من العمل ليحصلوا اتمام عيشهم فعند العشائر الرحالة الحقيقية بجد صعوبة الحياة المادية والادبية ممهدة مذللة من ذاتها أما المتاعب المادية التي ترجع الى المأكل والملبس والمسكن فهى معدومة اذ الماشية كافلة لتلك الحاجات وهي تتغذى ما تنبته الارض من الاعشاب بدون عمل للانسان . وليس على وجه المسكونة رجل خلص من تلك الاثقال وأمن الموت جوعا مثل أولئك القوم فلا يهتمون كل يوم بتحصيل
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/324
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.