صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/327

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۱۹ ابدا بل الواحد منهم يستعين بأخيه فيصبحا في مأمن من طوارق الحدثان. وليس الضعفاء منهم والمقعدون وفاقدوا الاهلية والطائشون مهملين وشأنهم ولا معرضين لتلك الحالة التعيسة التى تفاقم خطبها بين القوم المتمدنين والخلاصة أنك ترى الرجل في تلك المجتمعات سعيدا بوفرة الغذاء الطبيعى ومعونة الوسط الذي ولد فيه فهو بهما في مأمن من غوائل الحياة بعيد عن موجبات الشقاء سعيد لا يبتغي عن حالته بديلا ويوجد بجانب تلك العشائر أقوام آخرون غير قليلين يعيشون من الاعشاب مستعينين بجمعيتهم المتكاثفة لكن على حال أقل كمالا من الاولين فهم أيضا في مأمن على التقريب من صروف الحياة . وأولئك الاقوام طبقات بعضها أحط من بعض فى درجة السعادة وهى تبتدى من تلك الطبقة التي وصفناها لك حتى تصل الى حالة الامم الثانية التي سنتكلم عليها تلك الامم الثانية هى التى فقدت وسائل الحياة المادية لفقد الاعشاب الطبيعية وتمزق العائلة فالرجل فيها واقف بنفسه أمام متاعب عيشه ولكنه لا يقدم على اقتحامها بل انه يفرغ جهده في الهرب منها . وقد يقال ان السبب في هر به هذا ما فطر عليه المرء من حب الابتعاد عن الشقاء وهو سباب صحيح من بعض الوجوه الا أنه يلزمنا البحث عن السبب الذي جعل التربية وقيام الضرورة لا تزيلان ذلك الداعي الى البطالة والكسل والعلم الاجتماعى يدلنا على ان هذه الامم التي تسكن القسم الاكبر من وجه البسيط وناحية من غرب أوروبا قد نشأت اتكالية ايام كان آباؤهم الاقدمون يعيشون في تلك البقاع ذاتها مما تنبت الأرض بغير عناء