صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/33

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٥
مقدمة المترجم

رهبانا أو بيت حقير من اجرائا ثم اعدد مافيه من أنواع الاثاث و الامتعة وانظر إلى بنائه ومايتركب منه ووزع كل شي على صانعه والحث عن يد المصري فيه لا تجدها الا في قطع الا حجار ورصها وما بقي كله من آنية طمام وموائد واخشاب واطالس و حرائر وبسط وحديد ومقاعد ومصابيح وأكواب ومفاتیح وألوان وملابس ومطابخ وكل شي صنع الأجنبي

ضعاف في التجارة فلا نعرف منها غير أن الرجل منايشترى الصفقة من المخزن الكبير و مجلس بها في حانوته الصغير حيث يفتحه متأخر ويقفله قبل المساء ويتحادث مع جاره طول النهار واذاجاءه طالب اجلسه مكانه وبالغ في مؤانسته و اکرامه مانقضى به الوقت و الرجل ما اشترى والتاجر ما استفاد . وهو تحسب من التجار ذوى المكانة والاعتبار مع انه لا يعرف أين تصنع بضاعته ولا من الذي جلبها اليه ولا ثمن مادتها الأولى والله الا خرة والاولى . لذلك ضرب الاجنبي على أبواب التجارة واحاطها بسور من علمه و همته فاستأثر بصادراتها واختص بوارداتها وأنشأ الشركات توسعا فيها و استخدم الوطنيين سماسرة لا يكسبون من كده الا اليسير

ضعاف في العالم اللهم إلاعلم مداره جهل حقائق الاشياء في الوجود اما المفيد منه فقد اقتصرنا فيه على ماختص بعلاقة الإنسان مع ربه والباقي منه أخرجناه عن معناه الصحيح وحكمنا عليه بالاعدام و شهرنا المشتغلين به حتى أمتنا روح التقدم وأطفأنا مصابيح العرفان في الأذهان . أين منا المؤرخ والنباتي والطبيب والكيماوي و المهندس والطبيعي والأديب والمنطقي واللغوي وعالم الاخلاق والحكم والفلكي وعالم الزراعة وغير هؤلاء نم