صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/340

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۳۲ أحسن الحالات لتحصيل السعادة الانسانية على قدر ماقالوا من الايلام والشدة فلا غرابة في أن العدم أي انقضاء الاكدار يكون من أقصى الأماني ولو أضاع الناس في سبيله وجدانهم و ما يشعرون ) وفى هذا كما قلنا بيان لوجود مذهب التطير في كتب الجرمانيين والسلتيين أى فى الامم التى لم تتعود العمل ولم ترب على الاجتهاد كما هو موجود في فلسفة الشرقيين واشعارهم كذلك اتفق معنا في القول بان الانكليزى السكسونى لا يهاب الكد ولا يرهب العمل ولا يخشى الصعاب وأيد قوله باقوى الحجج قال في أول الفصل العاشر الذي عنوانه ( الراحة والعمل ) ماترجمته ( اننى بالطبع لا اعد ضرورة العمل بين متاعب الحياة ) وهذه جملة لا اظنها تصدر من قلم كاتب نشأ فى أمة اتكالية لانه من غير شك كان يعد العمل في مقدمة تلك المتاعب ما السير ( جون لوبورك ( فانه يستثنى منها العمل بلطف وصدر رحيب حيث يقول بالطبع لان ذلك أمر طبيعى عنده وفي اعتقادي أن قرائي لن يوافقوه كما أني أشهد على نفسى اننى من صفهم . ولا غرابة فانني اقيم هذه الدعوى على نفسى كما اقيمها على قومى . ثم ترقي السير جون لوبوك فى فكره فقال ( ان العمل وان شق منبع من منابع السعادة متي ابتعد المرء فيه عن حدى التفريط والافراط فكانا يعلم كيف ان الزمان يمر سريعا على الانسان المشتغل وأن الاوقات تثقل على الكسالى ثم الاشتغال يذهب الهم ويسرى احزان المعيشة اليومية ولا يجد المشتغل من زمانه وقتا يقتله في التخيل أو الاضطراب ونحن معاشر الانكليز انما نجحنا وصرنا أمة حية نامية لا نناقوم نحب الشغل ونهوى العمل )