٣٣٦ نهوض الهيئة الاجتماعية وان « أول عمل يدخل به المرء باب هذا الاصلاح هو العزم على ترك محبة الذات والخضوع الى التعاليم المأثورة » وبالجملة يريد أولئك القوم لاصلاح حال البشر أن يعيدوا زمان الاخيار » أهل التحقيق والابرار » ويقولون ان منهم من هو الآن بيننا « ولكنها الينا بيع الرائقة والعيون الصافية تذهب سدى واحداً فواحدا فى الاراضى المجدبة والرمال المتربة والناس لاهون فيتركونها تضيع ولا يستقون منها ومن استقى فقليل غير ظاهر » ثم يشيرون بالمحافظة على تلك الينابيع والاكثار منها وهم مع هذا يتبرأون من الميل الى ايجاد دين جديد أو اضافة شيعة على التي وجدت من قبل وينادون بانه ليس من الغرض بناء مرسى جديد ترسو اليه الارواح وانما المراد اطلاق الينبوع في المراسى الموجودة ليملأها الماء فتتصل ببعضها » والواقع انهم لا يأتون بدين جديد لانهم لا يقولون بمذهب مخصوص بل تلك فكرة دينية أى ميل دينى مخصوص الغرض منه مقاومة مذهب الماديين وأهل اليأس لذلك مدوا أيديهم الى جميع الطوائف والنحل المسيحية وغيرها ممن يشعرون بحاجتهم الى مساعد أجنبي في محاربة الشهوات والتغلب على الاهواء جاء في كتابهم المسمى « عقلنا » « انا وان اعتبرنا جميع التابعين للكنائس على اختلافها من المساعدين المحبوبين لدينا نرى أيضا في المنشقين أو المتفرقين ابناء لنا لانهم في عزلة شديدة » أعنى أنهم يدعون اليهم كل من آلمته الحياة أدبياً وماديا حتى يكونوا هيئة جديدة أساسها تضحية المنفعة الذاتية وترك محبة الذات واماتة الشهوات وأغفال الاميال
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/344
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.