صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/346

۳۳۸ نهوض الهيئة الاجتماعية جرى ذلك الينبوع وفاض حتى فار الماء واستوى على جانبيه وكان بجانبه أيضا ينبوع آخر يساعده ماؤه يتكون من دماء ألوف المستقتلين حبا في ذلك الدين وأهله فما أزهرت رياض الاولياء في زمن أكثر من تلك الازمان وما بلغ الانسان فى الادب والكمال درجة أعلى من التي بلغها فيها . ومع هذا يخال لى ان الناس لم ينحطوا الى درك أسفل مما هبطوا اليه في تلك الايام بذاتها . زمان كان الحكم فيه حكم القياصرة أعنى ان حكومته كانت أردأ الحكومات التي تولت زمام الناس في جميع الازمان وأفظعها وهي التي سبقت غيرها في أساليب المظالم وأفانين المغارم وليس لما استولى على الانسان الذل والهوان والخسف والحرمان وفساد التربية العامة وسوء التربية الخاصة إذ ذاك نظير الا شذوذاً . قال القس « سلفيان » « لسنا نجد مثل من تلك المظالم فى جميع الامم الا عند الرومانيين فما بلغ الفرنك من الشره هذا المبلغ وما عرف «الهونس» وأمم « الفندال » و « الجوط » مثل هاتيك الفظائع والآثام بل ان الرومانيين أنفسهم الذين يعيشون بين المتبربرين لا يطيقون تلك الفعال ولا يتمنون الا انهم لا يعودون الى حكم الرومان مرة أخرى وهذا هو السبب فى ان اخواننا هجروا الاوطان وفضلوا الاقامة بين المتبر برين ومن لم يقدر على الرحيل لكثرة عائلته أو نقل بيته لم ير بدأ في الحياة من الالتجاء الى الاغنياء فأسلموا أنفسهم اليهم ومع ذلك لم يحمهم الموسرون من ظلم الظالمين بل زادوهم بلاء وشقاء » الـ وهذا الشقاء قديم تكلم عنه ) لاكتانس » فقال « مسحت الاطيان حتى قيست الذرات منها وجرى تعداد قوائم مكعبات الكروم وأصول