صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/370

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٣٦٢ نهوض الهيئة الاجتماعية والحكومة وكانت الامة التى يعيش فيها مائلة الى المحافظة على حالتها لا متجهة نحو الترقى وكان التسابق فيها قليلا لضعف وسائل النقل وكل ذلك يؤدى الى بقاء التقاليد كما كانت ودوام وسائل الارتزاق على ماهى عليه . غير ان تسهيل وسائل النقل واتساع نطاق معامل الصناعة على أثر اكتشاف الفحم حطمت جميع تلك الحواجز ومزقت دائرة ذلك الوسط العتيق الذي كان يحتضن الانسان بين جوانبه وأصبح الزارع والصانع والتاجر عرضة لمنافسة 4 جميع الزراع وكل الصناع والتجار في الدنيا فمن كان من القوم ذا عزيمة وهمة واقدام رأى فى ذلك الحال الجديد تغييراً لابد منه في الدنيا واتخذ له منه حظا فاندفع يطلب الزيادة في الهمة والاكثار من الاقدام ووصل الى درجة من الغنى والقوة لم تكن لاحد في حساب . ذلك شأن الامة الانكليزية السكسونية لانها كانت فى مقدمة الكل من حيث همـة افرادها و اقدامهم ومن ذلك الحين أخذت تنتشر في ارجاء المسكونة وتهدد جميع الامم الاخرى . ومن كان منهم أقل عزما وأضعف اقداما تولاه الاندهاش وأن تحت أنقال الحياة الجديدة ولم يتخذ لنفسه سلاحا من عزمه ولم يتدارك قواه ليقاوم ما أقبل عليه من المتاعب واحتفه من الصعاب بل استسهل النحيب أولا وعمد بعد ذلك الى مناجاة وسطه المتمزق البالى من اهل وأصحاب وحكومة وأمة جريا على سنة اسلافه الاولين ثم التفت تلك الجموع الضالة ببعضها وتداعى المتأخرون والضعفاء وفاقدوا الاهلية الى صعيد واحد فاحتشدوا تحت لواء مذهب الاشتراكيين وما مذهب الاشتراكيين الا صورة من صور روكية الشرق التى أدت باسمه الى الضعف والانحلال .