سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٦٣ هكذا لما رأت طوائف العمال فى القرن الماضي ان منيتها قد حانت باتساع نطاق المعامل جمعت ما بقى فيها من القوى وقامت تقاوم التقدم الجديد جهدها فأكثرت منها اللوائح وشددت القيود والاحكام التي كانت تحفظ لها احتكار العمل وتحميها من منافسة الاجنبي ولكن ذهبت اتعابها ادراج الرياح كما يعلمه كل واحد منا ونسف التيار الجديد تلك النظامات العتيقة فيجعلها نسيا منسيا أخطأ الاشتراكيون اذ جهلوا التاريخ فجاؤا بمذهب درجت عليه الاعوام وجعلوا يصادمون الحوادث الطبيعية التي تدفع العالم الانساني في طريق جديد . ومهما اجتهدوا وشددوا العزائم فانهم انما يزيدون في قوة البرهان على هذا المصير الجديد الذي تألبوا المغالبته بما بقى فيهم من القوة كما فعلت الطوائف التي ذكرناها من قبل وأصبحوا على فعلهم نادمين . وليس لمذهب الاشتراكيين فائدة تنتظر الا زيادة الضعف في نفوس أولئك الذين عميت بصائرهم فأصبحوا يرجون السلامة من منج لا وجود له الا في الخيال ما مذهب الاشتراكيين بجديد يبدو ولكنه قديم يتفانى وعليه فمهما قلبنا الحوادث وغيرنا وجهة البحث فيها لا نستفيد منها غير ان العالم متقدم ونحن معه نحو انماء الهمة الذاتية فى الانسان ولا سبيل للنجاح في هذه الايام الا بهذا و الآن أسأل ان كان واجبنا اليوم هو في الاكتفاء بفعل المؤثر الادبي والنداء به نداء مبهما أو في اننا نقف على حقيقة أحوال المعيشة الجديدة التي
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/371
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.