مقدمة المترجم القرآ، لانه يدعوهم الى ترك عادة تأصلت في النفوس وعدت من الاعتقادات و نسبت غلطاً الى الشريعة السمحاء وليست منها في شيء من الاشياء مع ان المؤلف جمع في كتابه من شوارد الافكار ورفيع الاقوال ما يعجب به كل محب لخير الامة طالب لنفسها ولكنه برهن على أن علة تأخر نا سوء حال النسا ء وعدم تربيتهن وتعدى الرجال على حقوقهن" فكان ذلك النفور من كتابه لمجيئه على مايخالف ما ألفته النفوس وارتاحت اليه ولعل سر تقدم الانكليز السكسونيين لا يسلم من مثل هذا الانتقاد ولكنها الاعمال بالنيات ولكل امرئ مانوی غرضى من ترجمة هذا الكتاب تنبيه الافكار الى حالتنا التي نحن فيهـا ومقارنتها بحالة الامة الفرنساوية لنوقن بعد علمنا بما هي عليه من التقدم والعمران وبما بلغته من الدرجات الرفيعة في العلم والحضارة والعرفان انها احتاجت وهي على تلك الاحوال الى اصلاح شؤونها التضارع غيرها من الامم فنحن أحوج منها الى التعليم وأشد افتقارا الى التربية وأعوز الناس الى الاشتغال بما ينفعنا في هذه الحياة . كما اني أقصد الفات الاذهـان الى ان الزمان يمر بالاقوال والامة لاتحي الا بصالح الاعمال واننا أولى الامم بالجد في تحصيل سعادتنـا فبقدر التأخر ينبغى شد العزائم وتقوية الهمم وادامة السهر في العمل حتى نفوز بحظنا من هذه الدنيا كذلك أريد ان تميل الافكار الى اطالة النظر في أحوال الامة الانكليزية التي تحتل البلاد والى ان عمال الاحتلال هم قوم من ذلك الجنس الذي ألف هذا الكتاب لبيان السر في تقدمه وسيادته في الوجود
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/39
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.