مقدمة الطبعة الثانية التجارية والصناعية مهما قوى نظامها ان تتكيف بحسب الظروف لما يوجد تخالف المنافع وحصول المنافسة فالخلف لازم لطبيعة الشركات وهو السبب في اختلالها وهنا يثبت ان العمل قد يخالف العقول وان كان سديداً بينها وبين بعضها عادة من ان الشركات الصناعية لا يمكنها ان تقاوم هذه البيوتات الانكليزية السكسونية لاجتماع أزمتها في قبضة رجل واحد أو رهط من الرجال متحدين في المنافع ذي رأس مال طائل ولهم من الدراية ما يفوق الوصف مما هو طبيعي في تلك الأمة التي يسهل عليها ان تدور مع أحوال التجارة كلما رأت ان الكسب قد وقف لتتجه في طريق جديد . و برهانه انه لما أحس الانكليز بغارة التجارة الالمانية صاحت جرائدهم باصوات التحذير كما هو الواجب على كل حارس أشد تيقظا من حراسنا وذلك يدل على شدة حذرهم وقوة التفاتهم لما عساه يهدد ولومن بعيد أفضليتهم العظيمة في التجارة والصناعة . ولقد أخطأنا في فهمنا ان ذلك الصوت نذير الدمار صاحوا به لكى ينجو من يتمكن من النجاة ولا يجوز ان يحول هذا بخيالنا لان الفرق بين مائتين وستين مركبا المانية تمر في السنة بقنال السويس وبين ألفين ومائتين واثنتين وستين مركبا انكليزية لا يخفى على من تأمل . على ان الصناعة الالمانية لم تتقدم في الأسواق على الصناعة الانكليزية كما قدمنا الا في السلع الاعتيادية ذات الثمن الزهيد ولمارأى الانكليزي انه لا يمكنه صنع مثلها مثل ثمنها في بلاده حيث الاجور مرتفعة حول نظره الى صنعها في بلاد أخرى تقل فيها حاجات الأهالي فاتخذ في تلك البلاد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/48
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.