سر تقدم الانكليز السكسونيين العيش من باب آخر . وهنا يجب النظر فيما اذا كان نظام المدارس الحالى وافيا بالغرض المقصود من تربية الرجال على مبادىء الارتزاق من غير الحكومة أم لا كما انه صار وافيا بتربية الموظفين . وهذه مسئلة كبرى ينبغى الالتفات اليها ومن المعلوم انه لا يتيسر للانسان ان يحصل معيشته الا اذا كان ذا ارادة وهمة وكان متعوداً على الاعتماد على نفسه . والنظام الذي شرحناه لا يساعد على تربية هذه الملكات بل انه يضعفها ويميتها ويعود العقل على انتظار المراكز المجهزة من قبل حيث لا يكلفـه التقدم فيها الا ان يكون صبوراً لا ان يكون صاحب عمل اذ الترقى في الجيش وفي مصالح الحكومة انما يحصل بالاقدمية والاستصناع وكل الذي يجب على الطالب ان يعمله هو الدخول في الخدمة . ومتى استقر في وظيفته يترك نفسه فينتقل بحكم العادة من وظيفة الى أخرى . ومن كان هذا شأنه قل ان يكون شجاع النفس ذا قلب يميل الى التعب حبا في الحياة . وينبغى أيضا لمن يطلب الرزق بنفسه ان يكون شابا لأن الشبوبية تسهل للانسان اجتياز العقبات التي تصادفه بالطبع في بداية العمل أيا كان . ثم هي لازمة على كل حال لمن يريد أن يتعلم . صنعة من الصنائع . وطالب التوظف في الحكومة مضطر الى البقاء بغير كسب حتى يبلغ الحادية والعشرين أو الخامسة والعشرين وربما كانت الثلاثين وأكثر منها . فاذا ضاع أمله في الاستخدام أمسى وقد سدت أمامه أبواب حرف كثيرة ولات حين اعتناقها لفقد وسائلها ثم الحرف في الغالب صعبة المنال قليلة النفع في أوائلها ولا تنس ان الطمع يشتد في الانسان كلما . 49 - ۷ -
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/57
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.