التعليم في المدارس الفرنساوية طبعها اذ زادت عن مجلد واحد أو ما يقرب منه . وليلاحظ ان هذا الضعف وعدم القدرة على درس المسائل كما ينبغي ليس ناشئا من طبيعة الامة الفرنساوية بدليل الفرق بين مؤلفات القرنين السابقين وأول القرن الحالي وبين المؤلفات التي ظهرت منذ أربعين سنة . بل مرجع هـذا الضعف صيرورة التعليم سطحيا في المدارس لعلة الامتحان . ومتى تعود الفكر على الاخذ بظواهر الاشياء . وأن لا يطالع الانسان الا في كتب صغيرة . وان يكون سريع الفهم لاقويم الحكم . وأن يكثر من الاحاطة بعدد كبير من المسائل في أقرب وقت تشبها بواضعيها من غير تأمل استحال عليه أن يجيـد البحث لصيرورته غير قادر عليه . ويزداد هذا الضعف بمقدار زمن ذلك التعليم السطحى . وأشده عند طلبة المدارس العالية فهم يفضلون غيرهم بقوة الذاكرة وسرعة الخاطر وسهولة فهم المراد وهي الملكات التي عنى بتربيتها فيهم وكان سببا لنجاحهم في الامتحان . الا أن عجزهم يظهر اذا طلب منهم ان يعملوا عملا من وظائف تلك الملكات التي ارتفعت صورة وانحطت حقيقة والخلاصة ان وظيفة المدارس عندنا في هذه الايام قد انحصرت في تربية الموظفين ولم تعد صالحة لغيرها وبعدت الشقة بينها وبين مايجب لتربية رجال حقيقيين ٥٢ 31
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/60
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.