التعليم في المدارس الالمانية أهلية الأواسط من الناس وفي عدم قدرتهم على تحصيل عيشهم من الصنائع الحرة . فتضعف فيهم قوة التزاحم في الحياة والانتشار في الخارج ومباراة غيرهم من الامم التي سبقتهم في معرفة مقتضى أحوال المجتمع الانساني . ومعلوم ان المدارس التي يريد الامبراطور تنظيم طرق التعليم فيها هي التي يدخلها أبناء الأواسط في ألمانيا . أما عدم أهلية تلك الطبقة من الناس في الأمة الالمانية فقد برهن عليه موسيو ( بوانسار ) في الجزء التاسع من مجلة ( العلم الاجتماعي ) صحيفة 468 تحت عنوان ( الالمانيون خارج بلادهم وطموح الحكومة الامبراطورية الى الاستعمار ) وأبان ان أهل الطبقة المذكورة يفضلون الوظائف العسكرية والاداريه والحرف الادبية على الصنائع الحرة المفيدة أي التي تستفيد منها الامة والافراد كسبا كبيراً . فاذا زيدأيضا في ضعف تلك الطبقة من هذه الجهة زاد الضنك وعظم اشتداد الحال اذ ليس في قدرة الحكومة الالمانية ان تتكفل بمعيشة جميع الذين يخرجون من مدارسها بعد ان أبعدهم ذلك النظام عن وسائل الكسب الحقيقية فتضيق كنات العساكر ومصالح الحكومة مها تشعبت فروعها . ثم هم يرجعون طبعا باللوم عليها وينسبون خيبتهم اليها . تلك سنة الامم لا يشذ . عنها ولا ينفر من حكومتها الا الخائبون . وحينئذ يزداد النفور ويشتد حرج النفوس الذي تظهر علاماته الآن للامبراطور وفيما تقدم أكبر برهان على ف...اد نظام الحكومات التي يتولى الملك فيها النيابة عن الافراد في جميع الاعمال حتى التي هي من خصائصهم · وأعظم عمل تختص به الامة والافراد دون الحكومة هو التربية . وما من دومهم 7/
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/76
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.