التعليم في المدارس الانكليزية يدى الآن مقالة نشرت في « مجلة المجلات » تحت عنوان « تجربتان » «أبو تصولم » و « بيدال » وصف فيها صاحبها هاتين المدرستين وأضاف الى الوصف صوراً تمثل ما احتوتا عليه وقد توجهت الى مدرسة بيدال مرتين وشاهدت بنفسي نظام التعليم وحركة الاعمال فيها ليس من شبه بين هاتين المدرستين وبين مدارسنا الكبيرة الكثيرة المجردة عن الظواهر بل هما أشبه شيء ببيتين خلويين من بيوت الانكليز يشعر فيهما الانسان بالحياة الحقيقية لا الصناعية وعليهما سيماء البيوت العائلية لا مظاهر ثكنات العسكرية أوديار السجون. يكتنفها الهواء والضوء والخلاء والخضرة لا الرحاب الضيقة المحصورة بين المباني العالية . وهذه الهيئة الخارجية تحدث في الانسان شعوراً بان المقام هناك لذيذ إذ ليس من موجب يقتضى أن تكون المدرسة في بناء خشن ثقيل . فاذا دخل الانسان في تلك الدار طابق شعوره الواقع فغرفة الاكل عائلية صرفة ذات منظر بهج مقبول آنيتها لطيفة ومائداتهامفروشة بالقماش الابيض و اثاثها نقى مزخرف وفيها آلة طرب « بيانو » وصور وتماثيل وكراسي مما يدل على الاعتناء بالجمع بين النافع والمقبول . ومن يقابل بينها و بين عنابر الطعام القبيحة في مدارسنا يتبين له من ٨٦ هذه المقارنة وحدها الفرق بين طريقة التعليم في المدرستين ومما يزيد هذا الشعور حسناً وقبولا اشتراك المعلمين وناظر المدرسة وزوجته وبناته مع الطلبة على المائدة كأنهم جميعا عائلة واحدة وبهذه الواسطة لا يشعر الطفل انه انتزع من الحياة الحقيقية لانه لم ينتقل الى عالم صناعی جديد بل خرج من منزل الى منزل مثله بلا تغيير . وصحيح ما جاء
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/94
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.