صفحة:شرح قطر الندى وبل الصدى (المكتبة التجارية، 1383هـ).pdf/16

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦
شرح قطر الندى لابن هشام

وطلوعها تخراء صافية
وَغُرُوبُها صَفْرَاء كَالْوَرْس
اليوم أعلم ما تجيه به
وَمَعَى بِفَضْلِ فَضَائِهِ أَمْسِ

    كلها في كتابه شذور الذهب ( ش ٤١ ) وذكر البيتين ابن منظور في لسان العرب ( أم س ) .

    اللغة : البقاء أراد به الدوام والخلود الورس) هو الزعفران و بفصل قضائه ) أراد بقضائه الفاصل ، أي : القاطع، فالمصدر بمعنى اسم الفاعل ، وإضافته لما بعده من إضافة الصفة الموصوف

    المعنى : إن الخلود في هذه الدنيا ممتنع غير ممكن لأحد ، والدليل على امتناعه ما نشاهده من تقلبات الأحوال ، فالشمس - وهى كوكب عظيم جداً - ليست بباقية على حالة واحدة ، بلى يعتريها التغير والأقول ، ألا تراها تطلع من جهة غير الجهة التي تغرب فيها ، ثم الاتراها تطلع حمراء صافية، ثم تغرب صفراء تشبه الزعفران في صفرتها ثم يقول : أنا أعلم ما يحصل في وقت الحاضر لأنى مشاهد له ، وقد أحتال على أن أعمل شيئاً ، ولكن ما حدث أمس منى ومن غيرى لا يمكن لي أن أرده ، لأنه قد ذهب وانقطع ، ومن لا حيلة له كيف يأمل الخلود ؟

    الإعراب : ( منع ( فعل ماض و البقاء ( مفعول به مقدم على الفاعلى ، منصوب بالفتحة الظاهرة «تقلب» فاعل منع ، مرفوع بالضمة الظاهرة، وتقلب مضاف و«الشمس» مضاف إليه وطلوعها الواو حرف عطف ، طلوع : معطوف على تقلب ، والمعطوف على المرفوع، رفوع ، وطلوع مضافوها : مضاف إليه ، مبنى على السكون في محل جر «من» حرف جر (حيث ظرف مكان مبنى على الضم في محل جر بمن ، والجار والمجرور متعلق بالموع (لا) نافية ( تمسى فعل مضارع ، مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها النقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود إلى الشخص ، وجملة الفعل وفاعله في محل جر بإضافة حيث إليها وطلوعها» الواو حرف عطف ، طلوع : معطوف أيضا على نقلب وهو مضاف وها : مضاف إليه وحمراء» حال من ضمير المؤنث المجرور محلا بإضافة طلوع إليه صافية ) صفة الحمراء، أو حال ثان وغروبها الواو عاطفة، غروب : معطوف على تقلب، وهو مضاف وها : مضاف إليه «صفراء » حال من «ها المجرور محلا بإضافة غروب إليها ( كالورس) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثان؛ أو صفة الصفراء «اليوم» بالرفع مبتدأ مرفوع بالا بتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، أو بالنصب على الظرفية الزمانية أعلم» فعل مضارع=