صفحة:شرح قطر الندى وبل الصدى (المكتبة التجارية، 1383هـ).pdf/5

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مقدمة العربية ومن في حكمهم ، وكان من أهم ما بعثني إلى هذا العمل الرغبة في أن أضم آمنة في إصلاح الجامع الأزهر بإصلاح ما يمكننى إصلاحه من المكتب التي تُدرس فيه ، فقد والله ، ساءني كما ساء كل محب للأزهر أن يُضْرب المثل في رداءة الطبع واختيار أدنى أنواع الورق بالكتب الأزهرية ، فيقال « هذه طبعة أزهرية ، ولا يكون اللكتاب عيب يزدريه بعض القراء من أجله إلا أن حروفه صغيرة ، أو أن ورقه أصفر ، أو نحو ذلك ورأيت – مع ذلك - كثيراً من أبنائنا من طلبة العلم في الأزهر تجارون - بالشكوى من كتب الدراسة ، من غير أن يكون لذلك سبب في نظرى غير رداحة الطبع وسوء الإخراج وقد جئت من ذلك كله - والحمد لله وحده - بما تقر بين أعين المطلعين عليه ، وترتاح له قلوب المنصفين من أهل العلم ، وسميت هذه التحقيقات ( سبيل الهدى ، بتحقيق شرح قطر الندى ) . فإن كنت قد بلغت ما أردت ، وكان هذا العرض الجميل باحثاً على الانتفاع بالكتاب ؛ فهذه رغبة طالما تمنيتها ، وإن تكن الأخرى فلله الأمر من قبل ومن بعد ، والله وحده المسئول أن يحسن جزاءنا ، إنه السميع المجيب . وأهتبل هذه الفرصة فأضرع إلى الله تعالى أن يتغمد برحمته ورضوانه والدى الذي دفعني إلى الحرص على تلقى المعلم وتحصيله ، ولم يدخر وسما في تحريضي على أن أجمل ذلك أبْلَغَ وكدى ، وأجمل ما أقضي الوقت فيه ، وعلى أستاذى وشيخى الذى تلقيت عليه هذا الكتاب فانتقمت بعلمه وخلقه وتدينه ، رضى الله عنهما ، وأجزل ثوابها ! هذا ، وقد اتفق أن نفدت جميع نسخ الكتاب ، ورغبت إلى المكتبة التجارية الكبرى فى إعادة طبعه ، فاغتنمت هذه الفرصة لأزيد في شرحى على الكتاب زيادات علمية هامة ، ولأجود ضبطه وتحقيقه ، وأنا أرجو أن يكتب تعالى هذا العمل في سجل الحسنات ؛ إنه ولى ذلك ؟ عمل قيم الدين عبد الحيد