صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/8

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨٢
أسد رستم

المهمة بانغطـاف قلب ولي النعم المبارك وحسن توجهاته، ولقد أقنعت شيوخ الدروز تارة بالشدة، وطوراً بالترغيب بوجوب تقديم أورطة مكونة من ثمانمائة رجل في الوقت الحاضر، من الألف وخمسمائة رجل الذين طلبوا منهم بالحسنى في المرة الأولى، وذلك وفقاً لما استأذنه ولدي الأمير أمين من أعتاب ولي النعم، ولن أظهر جهال الدروز أي رعاعهم في مبدأ الأمر تردداً أن يتملصوا بعد تعهد الشيوخ، إلا أني أرى من الواجب علي أن أعود فأجمع شيوخ العقل لدى الدروز وأقنعهم وأتوسل بجميع الطرق المؤدية إلى تسهيل أمر هذه المهمة عملاً بالإرادة السنية، على أن هذه المصاعب إنما تعاني من جراء تعلق الدروز بديانتهم، لأن المجزوم به أن شيوخهم وإن كانوا يظهرون بمظهر المقتنع ويتظاهرون بالامتثال إلا أنهم في الباطن لا يسمحون لأنفسهم - من الناحية الدينية - بجمع الأنفار وتقديمهم نظراً لاعتقادهم بأن هؤلاء الأنفار سيتخلون عن ديانتهم باندماجهم بين العساكر. ولما كان من المعلوم أنه لا يمكن أن يعهد النصراني بالقبض على الدرزي وحيث أن هنالك بين الدروز، عدا العوامل الدينية، ذاك التباعد والنفور المتأصلين في نفوس الأهالي عامة من النظام. فإنهم سيسلكون طريق المحاولة ما لم يروا الشدة والصلابة التي تخيفهم ويعمدون إلى التجمع والفرار وما إلى ذلك من الحالات التي من شأنها أن تشل حركة هذه المصلحة، وقد سبق لي أن استأذنت من أعتاب ولي النعم، في عريضتي التي أقدمت على رفعها، عما تقتضيه الإرادة فيا لو ظهرت منهم مثل هذه الحالة بسبب عدم قبول ملتهم ووجب الأمر معاملتهم بالشدة والخشونة أن الرغبة في إقناع شيوخ الدروز بوجوب تقديمهم الأنفار المطلوبة من تلقاء أنفسهم والسعي للحيلولة دون تدمير أهالي جبل الدروز بقوة مولانا القاهرة الباسلة وصدور إرادته السرعسكرية القاطعة بالالتجاء إلى أخذ هؤلاء الأنفار بالقوة والشدة، بحكم الاضطرار، فيا لو تقاعد الشيوخ عن تقديمهم بالحسنى، إنما منشأه مرحمته وشفقته الأكيدة على رعيته، وهبه الله عمراً لا يفنى، على أنه ما دام هذا المحذور الديني قائماً فلن يقبـلوا ذلك على ما كان ما لم يكن هناك الخوف من الموت، أما إذا أخيفوا وأرهبوا فقد يمكن أن يقبلوا». وبعد ذلك أرجئ الموضوع إلى تداول