صفحة:طبقات الأمم (صاعد الأندلسي).pdf/3

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
کتاب
طبقات الأمم
للقاضي أبي القاسم صاعد بن أحمد بن صاعد الأندلسي
توطئة

کتاب طبقات الأمم أحد الكتب النادرة التي تعرَّض فيها كتبةُ العرب لوصف العلوم بين الامم التي سبقت عهدهم. وإن لم يبلغ صاحبه في ذلك شأو كتاب الفهرست لأبي الفرج ابن النديم إلا أنه جمع عدة فوائد تدل على نشاط في البحث وعلى رغبة في التحصيل ودقَّة نظر في التدوين وكان أهل الأندلس يفتخرون به ويروونه لأهل الشرق. وقد ذكر ابن الأبّار في كتاب التكملة لكتاب الصلة (٤٦٣:٢) من طبعة مجريط) عن عبد الله بن محمد بن مرزوق اليحْصبي أنه لما قدم الإسكندرية روى هذا الكتاب لابي طاهر السلفيّ

و ممن عرفوا هذا الكتاب في الشرق أبو الفرج غريغوريوس ابن العبري فانه نقل عنه في كتابه تاريخ مختصر الدول (ص ١٥٨ و ٢٣٥ من طبعتنا البيروتية) نبذتين مفيدتين في العرب وعلومهم . وكذلك عرفهُ الحاج خليفة فذكرهُ مراراً في كتابه كشف الظنون فدعاهُ تارةً (في ۳۱۸:۲ من طبعة ليبسيك) التعريف بطبقات الأمم وقال في وصفهِ انهُ كتاب صغير الحجم كثير النفع. وتارةً (١٣٣:٤) كتاب طبقات الامم بل نقل عنهُ فصلاً طويلًا في علم الرصد (٤٦٥:٣) وكفى بهذه المنقولات دليلًا على اعتبار القدماء للكتاب ومؤلفه

ومع عظم شأن هذا الكتاب ليس منهُ إلاّ نسختان كاملتان في خزائن الكتب الشرقية في اوربَّة وكلتاهما في مكتبة لندن تاريخ الواحدة (الموسومة بعدد ٢٨١) سنة ٩٨٢ ‌ھ ١٥٧٤ م والثانية حديثة (عددها ١٦٢٢) كُتبت سنة ١٣٦٧ ‌ھ ١٨٦٢ م. ويوجد منهُ تعليقات و منتخبات في مخطوطات أخرى في مكتبتي لندن (العدد (۱٥۰۳) وليدن من أعمال هولندا (العدد ٧٥٤) أما في بلاد الشرق فلا يُعرَف منهُ نسخة مخطوطة حتى أسعدنا الحظ على اكتشاف واحدة منها عند بعض الورّاقين في دمشق فحصلنا عليها قبل ثلاث سنوات بطريقة البيع فاطَّلعنا عليها بكامل الرغبة وقصدنا مذ ذاك الحين نشرها في صفحات المشرق فلم تسنح لنا الفرصة قبل هذا الوقت. وهذه النسخة لا يتجاوز عهدها مائتي سنة بل اقل من ذلك وليس فيها تاريخ