صفحة:عبقرية الصديق (المكتبة العصرية).pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

t 6 أولئك الأبطال فخدموها قاصدين مد برين أو على غير قصد منهم و تدبير ، و أفرط الشيوعيون في تلويث كل عظمة يؤدي توقيرها إلى نقض مذهبهم ومخالفة دعوتهم ، حتى بلغ من سخفهم في هذا انهم غيروا أبطال الروايات في مسرحيات شكسبير وأمثاله فعرضوا «هملت» على المسرح لئیما ماكرا النية على خلاف ما صوره الشاعر ، لأن تصوير امير من أمراء القرون الوسطى في صورة حسنة يخل بما قرروه عن النظم الاجتماعية والسياسية في تلك القرون وتكاثرت على هذا النحو أسباب الغض من العظماء حتى صح عندنا ان العظمة في حاجة الى ما يسمى « برد الاعتبار » في لغة القانون ، فان الانسانية لا تعرف حقا من الحقوق أن لم تعرف حق عظمائها ، وان الانسانية كلها ليست بشيء ان كانت العظمة الانسانية في قديمها أو حديثها ليست بشيء ومن ثم مذهبنا في توفير العلمة التفرقة بين التوقير المحمود والتجميل المصانع الذي يعيب المصور ويضل الناظر الى الصورة . فليس لنا أن نثبت جمالا غير ثابت ، ولكن لنا - بل علينا - متى أثبتنا الجمال في مكانه أن ترفع الصورة الي مقام التوقير قال زميلنا الباحث الفاضل الأستاذ أحمد امين من نقده الكتاب هيكل ( باشا) في الصديق وكتابي في عبقرية عمر : «۰۰۰ بقيت مسالة هامة كثيرا ما اختلفت وجهة نظر الكتاب فيها ، وهي ان العظيم مهما عظم له خطأت ، والا ما كان انسانا والعصمة لله فهل واجب المترجم له أن يعرض لكل ذلك في تفصيل ، فيذكر كل ما له ويشيد بذكره و يذكر خطأته وينقدها ، و يعلم بذلك درسا في نواحي مجده ، و درسا أخر في مواضع خطئه ، أو واجبه فقط تجلية نواحي العظمة والتأويل والدفاع الدائم عن نواحي الخطا ؟ أنا أرى أن الرأي الأول أو جب ، متأسيا بابي بکر وعمر نفسيهما، والمؤلفان الفاضلان الى الرأي الثاني أميل » والواقع انتا الى الرأي الثاني اميل كما قال زميلنا الأستاذ ، - وحده { ( 6