صفحة:عبقرية الصديق (المكتبة العصرية).pdf/15

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4 هي 6

قال : لا مانع كانت تراجعه في بعض ثورات نفسه ، وأقبل يصيح على أبي سفيان وهو يلين له و يسترضيه . فسأل أبو قحافة مائده : على من بصیح ابني ؟ فقال : على أبي سفيان ! ۰۰۰ فدنا منه يقول له و في كلامه من الغبطة أكثر مما فيه من الانكار ، وفيه من دهاء الطيبة أكثر مما فيه من سهر الشيخوخة : أعلى أبي سفيان تصيح وترفع صوتك يا عتيق ؟ لقد عدوت طورك وجزت مقداری ! فابتسم أبو بكر والصحابة ، وقال لأبيه المنكر في رضاه الراضي في انكاره : يا أبت أن الله رفع بالاسلام قوما وأذل به أخرين وهذه الطيبة التي لا تخلو من دهائها التي ظهرت من هذا الأب الصالح ، يوم نموا اليه رسول الله فقال : أمر جلل "وسأل: ومن ولي الامر بعده ؟ قالوا : ابنك ، فعاد يسأل : فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف و بنو المغيرة ؟ قالوا: نعم لما أعطى الله ، ولا معطي لما منع ! بل هذه الطيبة التي لا تخلو من دهانها هي التي ظهرت منه حين هاجر ابنه مع النبي عليه السلام فأقبل على أحفاده يسألهم : ما ترك نكم بعد هجرته من المال ؟ وهي التي ظهرت منه حين ذهب ابنه ينفق من ماله لاعتناق الأرقاء الذين عذبهم المشركون فكان يقول : لو أنك إن فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا (۱) يمنعونك ويقومون دونك ؟ ويقول له ابنه : يا أبت اني اريد ما عند الله ثم عاش الأب الصالح حتی قبض ابنه العظيم فرد ميراثه منه الى أحفاده وسأل حين بلغته وفاته وهو يقول : رزء جلل ، رزم جلل - نمن ولي الأمر بعده ؟ قالوا : عمر ، قال صاحبه يعني صاحب الأمر او صاحب الصديق ، في ايجاز كاف کایجاز ابنه العظيم كثير مما في أبي بكر من هذا الأب الصالح : طيبة في يقظة في استقامة ، ويزيد عليه ابنه في كل وصف حمید 6 (۱) جلدا : أشداء وذرو ملاية