صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/16

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النبوة بين بني اسرائيل مقتحم على الناس طريقا لا يقبلون اقتحامه من أحد ، ولا يرون أحدا يقتحمه عليهم الا اعنتو واقامواله العراقيل C أما أحوال النبوءة فى بنى اسرائيل فينبغي أن نتصورها على غير هذا النحو لأنها تخالفه من جملة وجوه جمع فأول ما هنالك من الفوارق أن الانبياء فى بنى اسرائيل لم يكن وجودهم ندرة، ولم يكن بينهم فترة ، أو لم يكن حتما لزاما أن تكون بينهم فترة ، فقد يوجد منهم فى العصر الواحد أربعمائة نبي كما جاء في سفر الملوك الأول حيث ملك اسرائيل « الانبياء نحو أربعمائة رجل وسألهم أذهب الى رامة جلعاد للقتال ؟ » وخير ما ورد فى وصف مكان الانبياء بين بنی اسرائیل قول النبي (محمد) صلوات الله عليه : « علماء أمتى كأنبياء بنى اسرائیل ، فقد كان عمل النبى فى شعب اسرائیل کعمل العالم الفقيه في الأمة الاسلامية ، ولم يكن من المستغرب أن يسمع بهم الخاصة أو العامة فى وقت من الاوقات ولم يكن قيامهم انكارا لقيام الانبياء من قبلهم ، بل هو تفسير للكتب والنذر وحض على اتباع السنن التي رسمها لهم من قبل ابراهيم وموسى ويعقوب وغيرهم من الانبياء السابقين، بل كانوا يعلمون من كتب العهد القديم أن D الله وعد اسرائيل . أن يقيم أنبياء مثله ويجعل كلامه في أفواههم ) ۱۸ تثنية ( وان بعض هؤلاء الانبياء قد يتحدث الى الناس بكلام غير كلام الوحى فعليهم أن ينبذوه » ... وان قلت في قلبك كيف تعرف الكلام الذى لم يتكلم به الرب فاعلم ان ما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهذا كلام لم يتكلم به الرب فلا تخف منه ، .. بل. يجوز أحيانا أن تصدق الاقوال والعلامات ولا يجوز -17-