صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/18

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النبوة بين بنى اسرائیل شهيا ولم يدخل فى فمى لحم ولاخمر ولم أدهن حتى تمت ثلاثة وفى اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول اذ 8 أسابيع كنت الى جانب النهر العظيم دجلة رفعت عينى ونظرت بل منهم من كان يستعين بالسماع ليشعر بصفاء الروح ويستلهم الغيب كما جاء فى سفر صمويل الاول : « انك تصادف زمرة من الانبياء يهبطون من الأكمة أمامهم رباب ودف و نای وعود وهم يتنبأون فيحل عليك روح الرب (۹) صمويل أول) أو كما جاء في سفر الملوك الثاني : « فقال اليشع حي رب الآن فأتوني بعواد فلما ضرب العواد بالعود كانت الجنود عليه يد الرب ، ولكن الأغلب مع هذا أنهم كانوا يرتادون الخلوات وينقطعون في جوانب الانهار عند نهر خابور انفتحت فرأيت رؤى الله » (۱) حزقیال) ولا يمتنع عندهم أن يلهم الله بالرؤيا الصالحة أو الدليل البين انسانا من غير الانبياء ومن غير شعب اسرائيل كما ألهم أبيمالك و بلعام، ولكنهم يلهمون ليعرفوا بأنفسهم حق الانبياء والمرسلين وكان الغالب على سامعى النبوءات أن يطلبوا آية يعلمون بها أن المتكلم ينطق بوحى من الله، ولكن طلب الآية لم يكن عندهم دليلا على اليقين والايمان ، وربما أذن للنبى أن يطلب الآية ويمعن (۷) أشعيا) في طلبها فيرى من الأدب الايجرب ربه بدليل هذه الآيات على أنهم كانوا يلجأون الى الانبياء يستشيرونهم قبل الحرب أو الرحلة أو الاقامة لعلمهم أنهم أقرب الى الله وأدنى أن يطلعوا على الغيب المحجوب عن أنظار الدنيويين المنغمسين في هموم ومن هؤلاء الانبياء من كان يستمع الوحى صوتا عاليا ومن كان يحسه الهاما أو هداية أو رؤيا صالحة ، وغالبا ما كانوا الحياة ، - ١٨ -