صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/19

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النبوة بين بنى اسرائيل . يقصرون رسالتهم على النذير بالعقاب كلما خرج الشعب عن سنة الاقدمين وانحرف عن سواء العبادة كما تلقاها آباؤهم من الانبياء السابقين فلم تكن النبوءة اقتحاما ولا بدعة مستغربة ولم يكن فيها خطر على النبي الاحين يتصدى للملوك والأمراء مخالفة الشريعة أو مخالفة لأنور عر فيأخذ عليهم هؤلاء الملوك والأمراء من كان يعمد الى التنكيل بالنبي في هذه الحاله ليثبت للناس كذبه وانه لم يأت من عند الله ، اذ كان موت النبي الكاذب احدى العلامات على بطلان دعواه اسلف و من ولعلنا نصف الحالة حق وصفها حين نقول ان القوم كانوا يبحثون عن الأنبياء ، ويترقبونهم ولا يعتبرون ظهورهم خارقة يستهولونها أو يستغربون تكرارها ، وان زمان المتهيي لسبوءه كان يخشى أن يسكت عن الدعوة متى جاشت ضمائره بحوافزها والحت عليه اياما بعد ايام حتى يصبح السكوت في حكم سريرته سيانا لأمر الله ونكولا عن ارادته، ومتى استقر في سريرته أن طلب الآية تجربة الله وضعف فى الايمان فأسلم الأمور عنده الله أن ينذر ويبشر ، وعلى الله بعد ذلك ان حين تجيش ه بورن يثبت نبوءته وأن يهديه ويهدى الناس اليه كما يشاء عص وفي عصر الميلاد . ذلك العصر الذى ترقبت فيه النفوس بشائر الدعوة الالهية من كل جانب كما يترقب الراصدون كوكبا جان موعد طلوعه - لاجرم تتفتح الآذان لصوت المبشر الموعود ، ولا كذلك أن يكون البرهان المطلوب منه على قدر الرجاء في جرم الخير المنتظر ، وأن يمتحنه الناس فيعسروا غاية العسر في امتحانه هولة الدعوى على الادعياء ، وخوفا من بطلان الرجاء في ابان اللهفة على الرجاء ، فهو رجاء عظيم يعلقه المرتجون على خوفا من - ۱۹ - . برهان عظیم