صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/21

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كان العالم اليهودى فى العصر الذي ولد فيه السيد المسيح يشتمل على طوائف مختلفة ، لكل منها مذهبه في انتظار المسيح المخلص الموعود والتعريف بهذه الطوائف ضرورى لتقرير مكان العقيدة الجديدة بين العقائد التي سبقتها في بيئات بنی اسرائیل 1 . وتسقط و ضروری من جهة أخرى لانه فيما نرى - أقوى دليل يرد به على الناقدين المحدثين الذين ظهروا منذ القرن الثامن عشر وجمحت بهم شهوة النقد والتشكيك حتى جازوا الشك في النصوص والروايات الى الشك فى وجود السيد المسيح نفسه ، كانه في زعمهم شخصية من شخصيات الاساطير دعوى هؤلاء الناقدين بمجرد الاحاطة بأصول المذاهب التي كانت معروفة فى عصر الميلاد، لان الدعوة المسيحية كانت تعديلا لكل مذهب من هذه المذاهب فى ناحية من نواحيه ، وكانت هذه التعديلات فى جملتها تثوب الى وحدة متماسكة من القواعد والمثل العليا ، لا بد لها من شخصية مستقلة عن هذه المذاهب جميعا قادرة على عرض شعائرها وعقائدها على محك واحد متناسق الفكر والايمان ونكتفى من الطوائف الدينية التي كانت معروفة في عصر الميلاد بخمس منها ، وهى طوائف الصدوقيين والفريسيين والأسين والغلاة والسامريين، وكل طائفة من هذه الطوائف الخمس مهمة في تاریخ العصر بمزية من المزايا التي تتوقف عليها قوة المذاهب الدينية فالصدوقيون هم في دعواهم أتباع : صدوق ، واسرته الذين - ۲۱ -