صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/22

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الطوائف اليهودية فى عصر الميلاد تواترت الروايات بأنهم كانوا يتولون الكهانة في عهد داود و سلیمان متشبثين وكانت طائفتهم مهمه بمراكز اصحابها، لأنهم على الجملة أنصار المحافظة والاستقرار وأصحاب الوجاهة والثراء وقد كانوا متشددين فى انكار البدع والتفسيرات بالقديم يؤيدون سلطان الهيكل والكهان ويقبلون أقدم الكتب التي احتوتها التوراة وهى كتب موسی علیه السلام ويرفضون ما عداها ولا سيما المأثورات المنقولة بالسماع وتدعوهم المحافظه على النظام القائم الى مسلك يناقض عقيدتهم فيما هو ظاهر من لوازمها . فقد كانوا أقرب اليهود الى الأخذ . بالحضارة اليونانية وعادات المعيشة في البيئات الرومانية ومنهم من كان يدين ببعض المذاهب الفلسفية كمذهب أبيعور كما كان مفهوما في ذلك العصر، وقد كان الشائع عنه يومئذ أنه مذهب اللذة الحسية والمتعة بالترف والنعيم، ولكنهم في الواقع لا يناقضون سنتهم وسنة امثالهم فى كل زمن ، فانهم يحافظون على نظام المجتمع لأنهم أصحاب اليد الطولى عليه ، ولهذا يحبون متاعه ونعيمه ويوفقون بينهم وبين أصحاب السلطان السياسي وقد كانوا يومئذ من اليونان والرومان، ويملى لهم في هذه النزعة أنهم يؤمنون بأن الكتب اليهودية الاولى لا تذكر البعث ولا اليوم الآخر ولا تعد الصالحين حياة بعد هذه الحياة ، خلافا للطوائف الاخرى التي تؤمن بالبعث والحساب وقد كانت الحملة على السيد المسيح بقيادة اثنين من كبار الكهنة الصدوقيين ، وهما «حنانيا، و « قيافا ، .. ولم يكن في ذلك عجب . لان الصدوقيين جميعا يحافظون على سلطان الهيكل ويحافظون على النظام القائم أو لا يستريحون الى الثورة والانقلاب -٢٢-