صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/23

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ح الطوائف اليهودية فى عصر الميلاد وخلاصة الآداب الصدوقية انهم حرفيون في مسائل الدين متوسعون في مسائل المعيشة ، وانهم يعاشرون الاجانب ولا يعتزلونهم كسائر أبناء قومهم لأن أعمالهم ومراكزهم متصلة بذوى السلطان وتقابل الصدوقيين طائفة أخرى هي طائفة الفريسيين ، وهى أقوى من الطائفة الصدوقية بكثرة العدد وشيوع المبادىء والاراء ، وحسن السمعة بين سواد الشعب وعلية القوم الذين لا يخالطون الاجانب، وان لم يكن بين أفرادها كثيرون فى مرتبة الرؤساء والوجهاء واسم الفريسيين مأخوذ من كلمة عبرانية تقارب كلمة «الفرز» العربية فى لفظها ومعناها ، فهم المفروزون أو المتميزون ، وخصومهم يطلقون عليهم هذا الاسم تهكما وتحا لاعتقادهم انهم فرزوا أنفسهم عن السلف واعتزلوا طريق الجماعة الاولى . أما هم فقد كانوا يطلقون لقب الفريسيين أو المفروزين على أنفسهم ويردونه الى خطاب الله لبنى اسرائيل جميعا كما يروونه في الاصحاح العشرين من سفر اللاويين ، فهناك يخاطب الله الشعب قائلا : « وقد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لى . فهم عند أنفسهم المميزون المفضلون لهذا كانت تلازمهم فى بعض الاحيان صفات الادعاء والتعالى التي تلازم كل طائفة تستأثر لنفسها بالمزية بين الطوائف الاخرى ، وكان بعضهم هدف الحملات السيد المسيح تنديدا بما يظهرونه من الثقة والكبرياء على أنهم كانوا يقابلون بهذه الكبرياء كبرياء الوجاهة والثروة التي كانوا يستنكرونها على خصومهم الصدوقيين ، وكانوا يثورون على السلطان الرسمى حيث كان فى الهيكل أو في المراجع الاجنبية فكانوا ينكرون على الكهان استبدادهم بالشعائر والمراسم .