صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/25

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مصحة الطوائف اليهودية في عصر الميلاد حمد . وقد جاء عصر أقرب الى المادية والقواعد العملية وكانوا هم أقرب الى الروحانية والآداب النظرية أو آداب التأمل والتفكير ، وقد كان انكار البعث والحياة الروحية اشد ما ينكرونه على خصومهم الصدوقيين ، ومن أجل هذا سبقوهم مراحل الى انتظار الخلاص أو انتظار المسيح المخلص فى عالم الروح غير مقيد بشروط الصولة والصولجان واذا وصف الصدوقيون على الاجمال بأنهم طبقة الارستقراطيين » فالذين يستحقون وصف الديمقراطيين دون غيرهم من طوائف اليهود فى ذلك العصر هم الفريسيون الميلاد وهم ينقسمون الى فريقين : فريق منهما يتبع الحكيم هلل» الذى قدم الى فلسطين من بابل وهو الفريق السمح الودود فى معاملة الاجانب ، والفريق الآخر يتبع الحكيم «شماى» وهو أقرب الى التحرج والتضييق ورد الراغبين في دخول الدين من غير اليهود ، وكان شعار هلل الاعتدال بين الزهد والمتاع وكلمته المأثورة ( ان الزيادة في اللحم زيادة في وشريعته في المعاملة ان الشريعة كلها كلمة واحدة الدود » أحدا بما تكره أن تصاب به ، وكل ما عدا ذلك الاحكام المنزلة فهو تفسير وتفصيل ، وأما الحكيم شماى فقد كان الاعتدال بين الزهد والمتاع أكثر مما يطيق ، وروى أنه كان يحترف النجارة ليعيش من كسب عمله ، وأن غيرته على القديم كانت أقوى من اقباله على التجديد والتصرف في تأويل وهي الا تصيب النصوص . من والقول الراجح بين المؤرخين ان معلمى السيد المسيح في صباه كانوا من طائفة الفريسيين

- ٢٥ -