صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/26

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الطوائف اليهودية فى عصر الميلاد والطائفة الثالثة التي تقل عن هاتين الطائفتين في العدد كثيرا وتساويها أو تزيد عليها في القوة والاثر هي طائفة الآسين أو . الاسينيين كما يكتبها رواة الاخبار عنها في عصر الميلاد عددها كما قدره المؤرخ يوسفيوس والفيلسوف فيلون لا يزيد على أربعة آلاف يعيش أكثرهم في جنوب فلسطين ومصدر قوتهم صرامة العقيدة وتنظيم الخطة ، وقد تكون دلالتهم أعظم من قوتهم ، لانهم طائفة من صميم الامة الاسرائيلية قد استقلت بشعائرها وعباداتها وآرائها وأسرارها وأوشكت أن الهيكل » كله فى علاقتها بالدين والقومية ، ولولا أنها تعترف بتقريب القرابين فى الهيكل لما حسبت من طوائف اليهود ، ولكنها مع هذا تنكر ذبح الحيوان ولا تقرب القرابين تستقل عن من غير النبات . ، ومن واسم هذه الطائفة مختلف عليه ، ولكن الراجح من الاقوال المتعددة أن الاسم مأخوذ منك كلمة « آسى " بمعنى الطبيب أو النطاسى فى اللغة الارامية ، وهي تفيد هذا المعنى في اللغة العربية التي تعد اللغة الآرامية اقرب اللغات السامية اليها المعقول أن يتسمى أصحاب هذا المذهب بالآسين لانهم كانوا يتعاطون طب الروح ويدعون ابراء المرضى بالصلوات والاوراد كما يدعون العلم بخصائص العقاقير وقد نشأت الطائفة على الاغلب بالاسكندرية في القرن الثاني قبل الميلاد، واقتبست من المدارس الاسكندرية كثيرا من انظمة العبادات السرية وبعض المذاهب الفلسفية ، كمذهب والقناعة بالقليل فينا غوراس الذي يحرم ذبح الحيوان ويدعو الى التقشف وكان حراما عند أبناء هذه النحلة أن يملك احدهم نوبين او . - ٢٦ -