صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/28

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الطوائف اليهودية فى عصر الميلاد وكل ما يباح لهم من السرور فهو سرور الروح أو سرور الاتصال . بعالم الارواح ، وهو عالم سماوى فى أعلى الأثير يرتفع اليه المؤمن بالعبادة والرياضة والقنوت وكانوا يتآخون ويصطحبون اثنين اثنين في رحلاتهم ، وقلما كانوا يشاهدون في المدن الآهلة بالسكان او في الاحياء التي يرتادها القصاد للفرجة وازجاء الفراغ وهم مؤمنون بالقيامة والبعث ورسالة المسيح المخلص ، معتقدون أن الخلاص بعث روحانى يهدى الشعب الى حياة الاستقامة والصلاح ، ورائدهم في طلب الرضى من الله هو النبي عاموس الذى كان يعلم الشعب أن التقرب الى الله بالعدل والرحمة خير من التقرب اليه بالذبائح والهدايا ولا يبعد أن يكون الفلاه او الجليليون أتباع يهودا الجليلي فرقة متطرفة من فرق الآسين لانهم يسلكون مسلكهم في التقشف والقناعة ويزيدون عليهم بالحض على العمل لتحقيق النبوءات وتقريب يوم الخلاص ، وهم الذين ثاروا ونظموا العصابات فى السنة السادسة او السابعة قبل الميلاد وتمردوا على امر الاحصاء الذي صدر من كرينياس » حاكم سورية وأصبح اليهود بموجبه معدودين من رعايا قيصر ، أو عبيده الذين يدينون له بالسيادة. و وحجتهم ان طاعة القيصر من عبادة الأوثان ، وان احصاء الشعب لاعتباره من عبيد القيصر مروق به من الديانة ولما رفع الملك هيرود تمثال النسر القيصرى فوق هيكل بيت المقدس ذهب اثنان من الغلاه اليه وانتزعاه عنوة وأنذراخوانهما من يعيده الى مكانه بالموت ، وقد ثارهؤلاء فى سنة الاحصاء بقيادة يهودا الجليلى ومات هو وأبناؤه وذووه فى ابان الثورة ، وكانت الدولة الرومانية تحذر الفتنة فى هذه البقعة المتوسطة بين القارات