صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/30

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الطوائف اليهودية في عصر الميلاد بين السامرة والبلاد الأخرى ، وتعرض للاهانة والنكال كل من خاطر بالسفر الى السامرة من يهود الجنوب او الشمال .

ومن المحقق ان هؤلاء السامريين كان لهم شان في تطور الفكرة المسيحية أو فكرة الخلاص المنتظر على يد الرسول الموعود، ويرجع شأنهم هذا الى النزاع القديم بين مملكة يهودا في الجنوب ومملكة اسرائيل التي ورثها السامريون ، وهم ينتسبون الى بعقوب ويدعون أنهم دون غيرهم الجديرون باسم الاسرائيليين ) . - فاذا اعتقد اصحاب مملكة يهودا فى الجنوب أن عاصمتهم - بيت المقدس هي مقر الملك المنتظر ، وان هذا الملك المنتظر سيكون من سلالة داود فهذا الاعتقاد يرضيهم ويرد المجد الى دولتهم ويجعل الخلاص على ايديهم ، ولكن السامريين بناء الشمال كانوا يلجون فى عدائهم لداود وذريته ويثيرون النزاع القديم بين الاسباط ، وينكرون على الاقل عقيدة الخلاص على يدى ملك من اسرة الملك فى يهودا ويفتحون بذلك السبيل الى الايمان بالخلاص الروحانى والهداية الشعبية ، ويزعزعون الثقة في أحبار الهيكل الجنوبي وفيمن عسى أن يبايعوه بالملك ، اذا حان الموعد المقدور ولم تخل البلاد جميعا - مع هذا - من اس هنا وهناك ينسوا من جميع الطوائف والنحل واعتزلوا الدنيا وعاشوا في الصوامع بمعزل عن العمران، وارتفع شأنهم في اعين الشعب لسوء ظنه بالدعاة المغامسين للدنيا في بيئات الساسة والكهان ، ومن هؤلاء « بانوس » الذى تتلمذ عليه يوسفيوس المؤرخ الكبير ثلاث سنوات، وكان هذا الناسك الثائر يعيش في عزلة