صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/31

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

م الطوائف اليهودية فى عصر الميلاد ويأكل مما يتفق له بغير سعى ولامسألة ، ويكثر من التطهر بالماء والتزكى بالرياضة والتلاوة ، وكان على مثال بانوس نساك متعددون يشبهونه فى شعائر الاعتزال والاغتسال ، وأشهرهم يحيى المغتسل المعروف فى الاناجيل باسم يوحنا المعمدان ! أما موقف الهيكل من هذه الطوائف والفرق فهو الموقف الرسمى » المعهود أو موقف المسئولين الذين يحاولون أن يتجنبوا التحيز لهذا أو لذاك، ويجتهدون غاية اجتهادهم أن يكسبوا ثقة الشعب ولا يغضبواسلطان الدولة ، وقلما يتيسر النجاح في هذه المهمة . ولاسيما في أوقات القلق والتطلع والتبرم بكل موجود . ... كان الهيكل خيمة في عهد البداوة ، وكان الشعب يعتقد قديما ان الله يتجلى فى هذه الخيمة للانبياء والكهان ، تم بنيت الخيمة من خشب يفك وينقل فى أيام التيه ، ثم اقام سليمان الحكيم هيكله بديلا من الخيمة والمعبد الخشبي ، وقيل أنه انفق على بنائه مائة ألف وزنه من الذهب وألف ألف وزنة من الفضة غير ما جمعه اسلافه واعقابه ، وبلغت تكاليف بنائه بحساب أيامنا الحاضرة نصف مليار من الجنيهات وضعف ذلك في حساب الآخرين حسب تقدير المثقال فى المعاملات الرسمية وغير الرسمية ، وعظمت هيئة الهيكل وارتفعت أقدار کهانه واحباره ردحا من الزمن، ثم هدمه البابليون بعد أن قام في مجده أكثر من أربعة قرون ، ثم أمر كورش الفارسي باعادة بنائه في سنة ٥٣٦ قبل الميلاد، وجاء الملك هيرود بعد خمسة قرون فجدد بناءه وأضاف اليه ، وتم ذلك أو كاد في عصر الميلاد • لكن الهيكل بعد تقلب العصور وسيطرة الدولة على مناصب الكهانة خبير من المكانة بمقدار ما كسب من الفخامة ، وبدأ عصر