صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ححححت الطوائف اليهودية في عصر الميلاد حححح لم من ذكر السنهدرين ، الا اشارة عابرة هنا وهناك لا يستفاد منها تقدير عدده ولا تفصيل حقوقه ووظائفه، ومما لاريب فيه أن المجلس الذى كان في عهد السيد المسيح قد سلب حق الحكم في الجرائم الكبرى قبل هدم الهيكل الثانى بنحو أربعين سنة ، وكانت أحكامه الكبرى فى أيام المسيح معلقة على اقرار الحاكم الروماني يبرمها أو ينقضها حين يشاء واذا نظرنا الى موقف هذه الهيئة من بشرى المسيح المنتظره نكد نرى فيها باعثا الى الترحيب بتلك البشرى ، لانها تتضمن الحكم بفساد الزمن كله واليأس من صلاحه واتهام القائمين على شئون الدين بين أهله ، ولكنها مع هذا لا تستطيع أن تتنكر لهذه الدعوة لأنها هي باب الأمل الوحيد فى وجه المؤمنين والمترقبين ، فهي في موقف الخائف من رجاء الشعب كله أن يتحقق على غير يديه ، أو موقف من يتأهب للبطش بالدعوة على قدر الاقبال عليها ومخايل الاسل في شيوعها وانتشارها، وهى اذا انتشرت لم يكن انتشارها في مثل ذلك العهد مقصورا على الدهماء دون غيرهم لان الفقهاء والعلماء والمتعلمين كانوا من الفريق الذى يستريب بالكهان ولا يأبى أن يصدق فيهم انهم كهان فاسدون مفسدون لأنهم آخر الزمان الذين تدركهم صيحة النذير وينصب لهم ميزان الحساب • 8 ولا يستوفى الكلام على القوى الدينية التي كان لها عمل محسوس في موطن السيد المسيح قبيل ميلاده عليه السلام بغير الاشارة الى طائفة النذريين أو المنذورين الذين وهبوا أنفسهم وهبهم أهلوهم الحياة القداسة وخدمة الله والتبشير باليوم أو الموعود : يوم الخلاص من الظلم والجور والتطهر من الذنوب ولم يكن هؤلاء النذريون طائفة تجمعها الوحدة التي تجمع بن أصحاب النحل والمراسم الاجتماعية ، ولكنهم كانوا أحادا متفرقين ينذر كل منهم نفسه أو ينذره أهله على حدة ، ولا