صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/39

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

AUC I me فتحت سورية وفلسطين للدولة الرومانيه على يد . بومباي ، الذى قضى على ثورة العبيد الثالثة بقيادة سبارتاكوس المشهور وقد حسبت هزيمة « سبارتاكوس » من العظائم التي أضافت الى مجد بومباى وخلدت ذكره بين أبطال الرومان ، ولكن هذه العظائم تضفى على الابطال والدول مجدا لا ينطوى على خير كبير فمن دلائل القوة أن تستطيع الدولة قمع فتنة كتلك الفتنة الجبارة التى لم يعرف لها مثيل فى ثورات العبيد الأقدمين 4 ولكنها ولا ريب دلائل القوة التي تقابلها دلائل الضعف من جانب آخر ، فلو لم يكن فى بنية الدولة صدع مخيف لما استطاع عبد أن يجمع سبعين ألف عبد ويقهر بهم جيوش رومة زهاء ثلاث سنوات ولولا خلل فى كيان المجتمع لما اشتمل على اضعاف هذا العدد من الارقاء المسخرين الذين ينظرون الى مجد رومة نظرة الحقد ، ويجاز فون بالحياة ليهبطوا به الى الحضيض وقد كان سبارتاكوس من أهل تراقية ولم يكن أول «عبد» شرقى ثائر على الدولة الرومانية، بل سبقه رقيق آخر من البلاد الشرقية الى الثورة في صقلية سنة ( ١٤٣) قبل الميلاد واستطاع أن يقيم له عرشا استقر فى الجزيرة عشر سنين ، وهذه هي الثورة التى تجلى قائدها اونس» لأتباعه فى صورة النبي المرسل وفي شارة الملك المتوج بيد الله ، وكان أصله في سورية وكثير من أتباعه شرقيون وقد سبقت ثورة أو نس السورى ولحقت بها ثورات من قبيلها لم تبلغ بلغها من العنة ولم تخل احداها من صبغة دينية فيما تدعيه لقادتها، وكانت واحدة منها في آسيا الصغرى تنشىء لها حكومة تسميها حكومة الشمس رمزا الى عبادة النور والحرية